ارتبط سوق الزل - وسط مدينة الرياض - بداية الحركة التجارية والاقتصادية لمدينة الرياض القديمة ، مرورا بالحالة الثقافية التي يشهدها الآن ، فهو من ناحية قدمه بين الأسواق الشعبية في المملكة ، يظل مزاراً ذا نكهة مميزة للسائحين خصوصاً الأجانب منهم ، حيث يفضلون زيارة ذلك المكان ، وقضاء الوقت بين أزقته الضيقة ورواشنه العالية ذات العبق الأصيل ، وسط النهضة العمرانية الواسعة التي تشهدها منطقة سوق الزل ، في انسجام ظاهر بين أصالة الماضي ورونق الحاضر.ومر السوق بمراحل تطويريه وتأهيلية ، وبالرغم من ذلك حافظ السوق على ذوقه المميز ، مع مراعاة هدفه الأساسي وهي حركة البيع والشراء فيه ،إلى جانب أنشطة تجارية أخرى لبيع وتصنيع المواد التقليدية والتراثية مثل البشوت والسيوف والتحف والسجاد (الزل) والأحذية وغيرها ، كما يعتبر مقرا للصناعات الحرفية سواء الأزياء الشعبية والسجاد والأحذية في الماضي وحتى يومنا هذا.وظل السوق محافظا على خصوصيته التراثية التي هي مصدر جذب سياحي لأهل الرياض وزوارها المتوافدين لشراء المقتنيات الأثرية والملابس التقليدية والمنتجات الجلدية والسجاد المميز ، إلى جانب العطورات . ويشكل هذا السوق بطابعه التراثي وطرازه المعماري العتيق الذي تميزت فيه الرياض معلماً سياحياً متكاملاً على مستوى المدينة، وأحد عوامل الجذب الأساسية فيها. وغالبا ما يقصد المتسوقون سوق الزل من أجل شراء المشلح أو ما يعرف بالبشت ، الذي اشتهر به السوق دون غيره من الأسواق ، حيث توفر المحلات هناك مشالح جاهزة ، وأخرى تحت الطلب، والمشلح العربي لباس زينه لدى العامة وهو زي عربي قديم ارتبط بأهل الخليج بصفة عامة ويعد من الملبوسات المهمة والأساسية في المناسبات الخاصة والمناسبات العامة والأعياد بوصفه رمزا لوجاهة الرجل وأناقته . وقد كان الآباء والأجداد يحرصون دائما على ارتداء المشلح عند خروجهم للصلاة وخصوصا صلاة الجمعة بل إن البعض منهم يعتبر خروجه من المنزل من دون ارتداء المشلح عيبا كبيرا. ويقبل السعوديون على شراء المشالح خاصة في أوقات المواسم كالأعياد والإجازات الصيفية حيث تكثر المناسبات العامة ومناسبات الزواج ، فيما يستعد السوق حاليا لاستقبال فصل الشتاء بالبشوت الوبرية ، والعباءات المصنوعة من جلد الماعز " طفيلية " والملابس الثقيلة المصنوعة من الصوف والقطن التي يشتهر بها السوق. وسوق الزل في مدينة الرياض واحدا من أهم الأسواق لبيع المشالح حيث يرتاده الزبائن من مختلف مناطق المملكة ، وقد يكون المقصد الأهم والمنافس الأقوى في سوق المشالح السعودية والتي اشتهر بها السوق حيث يعرض العديد من أنواع المشالح المختلفة في النوع واللون والسعر ومكان الصناعة . وتتفاوت أسعار المشالح بحسب الخامة والزري المستخدم فيها ومكان صناعتها , ومن أشهرها وأغلاها ثمنا المشالح الحساوية التي مازالت في الصدارة من حيث استقطابها داخل المملكة وخارجها لان خياطتها تتم بأيد سعودية ماهرة توارثتها أبا عن جد. ويؤكد عدد من التجار في السوق أن البشوت الحديثة أفضل من القديمة بمراحل من حيث الخامة والنوع. وتزداد نسبة المبيعات في أيام الإجازات وخصوصا في الأعياد ، ويرجع العديد من تجار سوق الزل إلى أن هذه الأيام تشهد مواسم الأفراح ، وتغير الحالة المناخية من الصيف إلى البرد أو العكس. ويقع سوق الزل في منطقة قصر الحكم، بوَسَط مدينة الرياض ، في المنطقة مابين شارع طارق بن زياد جنوبا، وشارع الشيخ محمد بن عبد الوهاب غرباً، وشارع الشيخ محمد بن إبراهيم شرقاً، والذي تبلغ مساحته 38.580 متر مربعا , وهو سوق قديم في مدينة الرياض متاخم لمسجد الإمام تركي بن عبد الله بمنطقة الديرة إذ يعود تاريخه إلى عام 1319ه.