يعيش سكان حداء حالة من القلق والرعب عندما تلبد السماء بالغيوم؛ خشية تجدد المآسي جراء أمطار الأربعاء في الثامن من ذي الحجة الحالي، التي أسفرت عن انتقال سكان القرية إلى دور الإيواء في الشقق المفروشة في جدة، ومصدر خوفهم يتركز من طريق العين. فأكثر ما يثير الرعب في نفوس سكان قرية حداء طريق العين الخالي من العبارات ومخارج السيول الذي أصابهم وأصاب أهالي بحرة بالغرق في قصص الأحزان؛ نتيجة فقدان ابن أو منزل العمر. وأكد ل «عكاظ» مصدر من أمانة العاصمة المقدسة وقوف اللجنة المكونة من أمين العاصمة ووكيل الأمين لتعمير والمشاريع والمدير العام التشغيل والصيانة ومدير تصريف السيول في الأمانة ومدير مشاريع قرى مكة لحل المشكلة، كاشفا عن توجيه الأمين تنفيذ عبارة تحد من السيول التي شكلت خطرا على السكان، وكذلك تنفيذ احتياجات بحرة وحداء من المشاريع وليس دراسة المشاريع فقط. ورأى المواطن فهد مصلح القحطاني، وهو أحد سكان قرية حداء، أن الأسباب وراء هذه الفيضانات واتجاهها للمنازل التي خلفت خسائر كبيرة هو طريق العين الممتد من بحرة باتجاه حداء شرقا، دون الأخذ في الاعتبار إنشاء عبارات من قبل المقاول المنفذ الذي تشرف عليه أمانة العاصمة المقدسة ممثلة في إدارة المشاريع. فيما قال رجب محمد الجهني إن الطريق يقع في وسط وادي ضاف الذي ينحدر من بطون الأودية والمرتفعات شمالا، ويصب في وادي فاطمة جنوبا، حيث أحدث ارتفاع الطريق إلى تغيير مسار السيول للمنازل ما تسبب في اقتلاع الشجر والحجر وهدم المنازل وكل ما في طريقه. وأضاف الجهني «تقدمنا بعدة شكاوى للمسؤولين برقم وتاريخ نحتفظ بها أثناء بدء العمل في الطريق أن الضرر سيلحق بنا، وبالأخص أننا في موسم هطول الأمطار لكن دون أن نجد آذانا صاغية». ويؤكد المواطنان فيصل معتق المعبدي وزامل المعبدي تحذيرهما للمقاول المنفذ للمشروع من خطورة المياه المتسربة من وادي ضاف ومطالبته أثناء ردم الطريق بضرورة جعله مرتفعا من مستوى الوادي كون المياه ستتجه مع الأمطار نحو منازلهم، وهذا ما حدث بالفعل.