شهد المؤشر العام لسوق الأسهم، أمس ارتفاعا ومنذ بداية الجلسة بلغ أكثر من 142 نقطة، بالتزامن مع موجة الصعود التي شهدتها الأسواق الخليجية المجاورة، التي هي الأخرى تفاعلت مع خبر تلقي دبي دعما ماليا مهما وحيويا من أبو ظبي ومصرف الإمارات المركزي، وذلك بعد سلسلة من المشاورات في هذا الشأن، أسفرت عن توفير أبو ظبي دعما ماليا قدره 10 مليارات دولار لصالح صندوق دبي للدعم المالي، والذي سيستخدم لتغطية بعض الالتزامات المترتبة على دبي العالمية، الأمر الذي انعكس انفراجا في أغلب الأسواق المالية الخليجية وبالذات الإماراتية، إثر تبدد المخاوف من تعثر دبي العالمية، وانعكس هذا الإجراء نفسيا أكثر من غيره على السوق المحلية، حيث كان القطاع المصرفي هو من يقود السوق طوال فترة الجلسة، في حين كانت أغلب أسهم الشركات الأخرى تشهد ارتفاعات محدودة. وأشرنا في التحليل اليومي أمس، إلى أن صانع السوق أحكم قبضته على مجرياتها، وأصبح في مقدوره السيطرة على توجهها في الأيام المقبلة، وإن تعاملات أمس كانت حاسمة، وإن الارتفاع المفاجئ أو الهبوط القاسي من أبرز العوائق التي تقف ضد تدفق السيولة الاستثمارية. وقد حدث جزء كبير من هذه النمطية في تداولات أمس، فالمستثمر أو بالأصح السيولة الاستثمارية تبحث عن السوق التي تكون مؤشراتها منطقية، لا عن سوق مؤشراتها قاسية في الهبوط، وتصعد فجأة وتغلق في المنطقة المحيرة، وتستغل أية ردة فعل لإجراء عمليات تصريفية احترافية، فقد حد الافتتاح على ارتفاع عال من دخول سيولة استثمارية جديدة، وهذا لا يعني أن ارتداد أمس يخلو من الإيجابية، بل على العكس كان فيه الكثير من الإيجابية وبالذات للسيولة المضاربة، ويؤكد ذلك عندما ألمحنا في السابق أن هناك شراء استعدادا لمواصلة أسهم محددة عملية الصعود كمضاربة، ومن المحتمل أن تتزايد أعداد الأسهم في الأيام المقبلة، ولكن المشكلة أن الوضع الحالي يحتاج إلى مضارب يتقن عملية الدخول والخروج وفي الوقت المناسب، ومتابعة يومية دقيقة، لكونها سريعة التغيير من حيث الأسعار، وتعتبر الأوقات الحالية غير مجدية للتعديل. على صعيد التعاملات اليومية أغلق المؤشر العام تداولاته على ارتفاع بمقدار 129 نقطة، أو ما يعادل 2،14 في المائة، ليقف عند مستوى 6155 نقطة، وبحجم سيولة قاربت على ثلاثة مليارات ريال، وبكمية تنفيذ تجاوزت 123 مليون سهم، جاءت موزعة على 68 ألف صفقة ارتفعت أسعار أسهم 124 شركة بقيادة سهم الأبحاث والتسويق بصافي تغيير بلغ 1،90 ريال، وبنسبة 7،28 في المائة، وكان آخر سعر عند 28 ريالا، وتراجعت أسعار أسهم ثلاث شركات، وهي شمس وتبوك الزراعية والصقر للتأمين، واستغرقت السوق ما يقارب ثلاث ساعات ما بين خطي 6128 إلى 6156 نقطة، وسجلت أعلى نقطة عند مستوى 6167 نقطة، وهو الطيف الذي كان من الأمثل اختراقه والتداول أعلى منه بسيولة تتجاوز ثلاثة مليارات ريال، على أن يصل إلى المنطقة الممتدة ما بين 6250 إلى 6333 نقطة، بسيولة تتجاوز أربعة مليارات ريال، لكي يعود إلى مستويات 6166 نقطة قبل إعلان أرباح الربع الرابع، أما غير ذلك فإن السوق تبقى مضاربة، ومن الأفضل اليوم أن لا يكسر حاجز 6133 نقطة وأن يفتتح على تراجع طفيف ويغلق أعلى من مستوى 6140 نقطة، فيعتبر إغلاق أمس يميل إلى الإيجابية على المدى اليومي.