بدأت الأدلة الجنائية في استقبال ذوي المفقودين في سيول وأمطار جدة لأخذ عينات من الحمض النووي DNA لمقارنتها مع الجثث غير المعلومة الموجودة لدى الدفاع المدني حاليا. وأوضح مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني العميد محمد القرني أن ثمة مشكلة حاليا في عدم التعرف على الجثث بعد أن اختلفت أسرتان على إحدى الجثث، ما استدعى لإجراء تحليل DNA لكل منهما، مشيرا إلى وجود أشلاء لجثث لم يتم تحديد معالمها إلى الآن. وفيما يتعلق بالمفقودين الأطفال، أشار العميد القرني إلى أنه بالنسبة للمعروفين منهم يجري حاليا استدعاء والديهم، أما غير المعروفين فإنه سيتم سحب عينة من أشقائهم وأخوتهم كبار السن أو أبناء عمومتهم للتعرف على هوياتهم. وشدد العميد القرني على أهمية الحصر الدقيق للوفيات والإعلان عنها لاحقا، مشيرا إلى معلومات وردت حول أن الشؤون الصحية في جدة سلمت الجهات المعنية تقريرا حول بعض ضحايا الأمطار الذين جرى تسليمهم لذويهم من قبل مستشفيات مختلفة في جدة دون علم الدفاع المدني. وأبان في هذا الخصوص أن ورود استفسار من أحد المواطنين حول عدم وجود اسم قريبه المتوفى ضمن القائمة رغم تسلمه الجثة من إحدى المستشفيات، دفعت مسؤولي الدفاع المدني إلى التحقق من ذلك وما إذا كانت هناك جثث تم تسليمها لذويها دون أن تدرج في قائمة متوفي أمطار جدة. وقال القرني إن الدفاع المدني انتشل أشلاء وأجزاء من جثث لم يتم التأكد من أنها تعود لشخص واحد أو مجموعة أشخاص، وما إذا كانت الحالة ناجمة عن السيول أو مصدرها مقبرة الحرازات التي جرفت مياه الأمطار بعض جثثها. وقال إن محافظ جدة وجه الجهات المعنية بضرورة التأكد من إذا كان تسليم الجثث تم في الساعات الأولى من الحادثة دون أن يجري تقييدها لدى الأجهزة المتخصصة، مشددا على أهمية دقة المعلومات. وألمح إلى أن الدفاع المدني عمل على تغيير خطة العمل لديه بهدف التركيز على عمليات البحث عن المفقودين وكانت أولى الخطوات استقدام خبير أجنبي لديه أجهزة للبحث استخدمها صباح أمس في بداية عمله، وسجل كل مواقع المقابر وثلاجات الموتى في المنطقة، مضيفا أن خطة العمل الجديدة تشمل إيجاد 11 فرقة بحث وجهت إلى عدة مواقع كل موقع حسب درجة أهميته، وتتكون كل فرقة من قائد وثلاثة ضباط و25 فردا من الدفاع المدني وعشرة من رجال القوات المسلحة. وقال إن التركيز سيكون أكثر على أحياء الحرازات والجامعة لاحتمال وجود بعض الجثث المطمورة، مشيرا إلى مشاركة أكثر من 100 غواص في مهمات البحث يعملون على مسح كل الآبار والبحيرات في المنطقة المتضررة. وناشد العميد القرني ذوي المفقودين التوجه إلى الجهات المعنية في الأدلة الجنائية لأخذ عينات DNA بهدف التعرف على جيناتهم.