من شاهد ما حدث في مطار الرياض مساء الجمعة سوف يتأكد أن هذه هي حقيقة وطبيعة المجتمع السعودي التي تتجلى بشكل تلقائي حتى في أدق الظروف وأخطرها.. من الناحية الأمنية لا بد لأي شخص لا يعرف التركيبة النفسية للمجتمع السعودي أن يسأل ومعه حق عن المخاطر المحتملة من احتشاد عدد هائل من المواطنين في صالة المطار ومعهم حاكم البلاد وبقية أركان الحكم لاستقبال ولي العهد من رحلته العلاجية الطويلة. صحيح أن احتمالات الخطر واردة بيد أن الهاجس الأمني القوي يتضاءل أمام ثقة الحب المتبادلة ومشاعر التلاحم العميقة وأحاسيس الثقة الصادقة.. لقد خرج ذلك الجمع الغفير في مساء بارد جعلته القلوب دافئا. خرج دون دعوة ودون تنظيمات بروتوكولية صارمة ليستقبل شخصية قريبة إلى النفوس، اقترنت بالخير في كل أشكاله حتى صار الخير مرادفا لاسمها.. خرج المجتمع السعودي الحقيقي بعفوية متناهية لأن الخفافيش والمندسين قلة قليلة وستظل قلة مهما ارتكبت من أفعال شائنة ضد وطنها. خرج الجميع في تظاهرة حب عارمة تتحدى أن يهزمها هاجس الخوف من البائعين عقولهم للشيطان. هكذا عبر الوطن عن نفسه، وهكذا أعلنها بوضوح.. إن الالتفاف حول قيادة الوطن حقيقة لا تقبل الجدل، التفاف صادق تختلط فيه مشاعر الحب والولاء والثقة.. نطالب، ننتقد أداء أو تقصيرا في بعض جهات التنفيذ، نطمح إلى تطوير وإصلاح لبعض الأمور، ولكن كل ذلك يتم تحت مظلة وطنية لا مزايدة فيها على ثوابت لا تقبل الاختراق أبدا، أساسها قيادة الوطن التي تجسد من خلال علاقتها ببعضها البعض النمط الأخلاقي للعلاقات الإنسانية.. لقد كان الجميع من إخوان سلطان وأبنائه معه خلال رحلته الاستشفائية، لا يمر يوم إلا وهو يستقبل واحدا منهم، وها هم جميعا في استقباله وهو يعود إلى وطنه، وطالما هذا هو نمط العلاقة بين أفراد الأسرة الحاكمة، أليس حريا أن يؤسس هذا لنمط فريد في علاقة حب وطيدة بين الشعب والقيادة ؟؟ سيبقى وطننا جميلا بعلاقاته الإنسانية ووحدته وصفاء قلوب أبنائه... [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة