عندما تمر بعشرات الطرق والأحياء والحارات في المدن السعودية ربما تجد العديد من المسميات العادية والغريبة والعجيبة والمضحكة أحيانا، إلى درجة أن إحدى الحارات ألصقت لافتة على جدارها كتب عليها شارع «الخدود»، ولا أعرف هل الخدود هي ما نتعارف عليه على أنه جزء من ملامح وجه الإنسان ويسميه البعض«شدوق»، أو هي مسمى يدرك المعنيون بتسمية الحارات والأحياء أهميته البالغة فيختارونه؟. ربما يخضع اختيار مسمى اللافتة التي تلصق على جدران الأحياء لاعتبارات لا نعلمها..! والمهم أن أسماء النساء خارج نطاق التغطية، بحيث لا ترد على «جدران الحارات» مهما بلغت مكانة المرأة، في حين أن تكريم المرأة بالاعتراف بأهليتها يأتي كأبرز شروط المرحلة أولا، ونستطيع بالطبع التوسع والتشريق والتغريب في التحدث عن بقية الاعترافات المطلوبة، وصولا إلى الاعتراف بتميزهن الذي أصبح طاغيا، وكل أسبوع يرد ذكر مستجدات المرأة السعودية مرتبطا ذلك بحدث التميز أو تحقيق الريادة، في الوقت الذي «يستكثرون» على المرأة المبدعة أن يدون اسمها على حائط في شارع أو حارة، فيما تحتل كلمة بلا معنى مثل (الخدود) مساحة كبيرة على بداية ونهاية حارة في أحد الأحياء!، وأستشهد هنا بالأحياء وعلى ذلك نقيس أنواع اللا مبالاة التي تمارس ضد المبدعات، لا أتذكر أنني قرأت اسماً على لافتة مثبتة في جدار وعرفت من يكون صاحبه. راودتني هذه الأفكار أثناء تأمل تجربة غادة باعقيل في الأمسية الاقتصادية النسائية شرق السعودية، وكانت رغبة الحاضرات مفعمة بالفضول وطلب معرفة المزيد عن مشروع شابة سعودية كرمها رجل الأعمال غدران الغامدي باستضافتها في الدمام؛ دعما منه للفئات الشابة، واعترافا نبيلا بالمرأة الريادية في مجالها. غادة باعقيل مثل كثير من النساء يحلقن في عالم الطموح مع الارتطام السريع؛ طبعا بسبب أنانية المجتمع وإصراره على قبول المرأة في حالة الخضوع التام أو النجاح العبقري، ويغيب المقربون تماما فيما بين هذا وذاك.. فلا داعم ولا سند. في بداياتها لم تجد غادة من يدعمها سوى والدتها وزوجها، استثمارها بقرض في مشروع يخدم أطفال التوحد أوصلها للعالمية وحصلت على جائزتين، جائزة أفضل مشروع «تجاري نسائي»، وجائزة «اختيار الجمهور لأفضل مشروع»، تحدثت باعقيل عن فكرة مشروعها «مركز المدينة لأطفال التوحد»، وكيف كانت البداية من الصفر، وشاركتها الحاضرات مشاعر الفخر بالإنجاز. غادة المطيري وغادة باعقيل وحياة سندي وغيرهن مع حفظ الألقاب، هل سنكتفي بالتحدث عنهن فترة ثم تأتي الكوارث الوطنية ليدخلن حيز النسيان؟ لماذا يمر إنجاز المرأة السعودية تلو الانجاز بدون توثيق وتدوين، ونسمع عن جوائز تحصد، ونجاحات داخل وخارج الحدود قلما تكرم عليها السيدات والفتيات المنجزات؟ لماذا لا يوجد لدينا مبادرات لتدوين تاريخ السعوديات المتميزات؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة