اعتبر مدير عام الطرق في أمانة جدة وسكرتير لجنة الأمطار المهندس فيصل شاولي الضرر الكبير الذي أصاب جدة جراء السيول أمرا طبيعيا قياسا بكمية الأمطار. ودعا في حواره الذي نشرته «عكاظ» الثلاثاء، الجميع إلى: (الصبر والاحتساب على الله). حسبنا الله ونعم الوكيل، فإذا كانت إحدى الدول قد أعلنت أن يوم الخميس الذي يصادف وقفة عرفة هو أول أيام عيد الأضحى، فإن لجنة الأمطار هذه قد (جابت العيد) يوم الأربعاء!، وها هو سكرتيرها يخرج إلينا بعد العيد ليقول إن ما فعلته السيول أمر طبيعي!. في مثل هذه الحالة يكون وجود لجنة الأمطار أمرا غير طبيعي، لأن دورها ينحصر في إبلاغنا أن ما تفعله السيول بجدة هو (أمر طبيعي)، بل إن إضاعة الوقت في دراسة الهندسة أمر غير طبيعي لأنها علم يحاول معالجة الأوضاع التي قد تنشأ عن (أمر طبيعي)، كذلك وجود أمانة جدة يعد أمرا غير طبيعي لأنها لا تملك حيلة سوى دعوة المواطنين إلى الاحتساب على الله، وهو دور يمكن أن تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية أو أي شيخ جليل، بل إن الاحتساب (أمر طبيعي) يقوم به كل مسلم بشكل تلقائي دون حاجة إلى دعوة من سكرتير لجنة الأمطار. ومن النقاط المثيرة التي وردت في حديث سكرتير لجنة الأمطار إلى الزميل عدنان شبراوي قوله: (الضرر الذي أصاب جدة هو نفس الضرر الذي يصيب أي موقع في أي مكان تصل فيه الأمطار إلى هذا المستوى)، وأنا لا أحب تحميل الأمور أكبر مما تحتمل ولكنني أعتقد أن مثل هذا القول غير مناسب حتى لو صدر بحسن نية لأنه يتعارض مع ما جاء في الأمر الملكي الكريم المتعلق بكارثة سيول جدة، والذي تضمن إشارة واضحة إلى أن ما حدث في جدة يفوق ما حدث في دول إمكانياتها أقل من إمكانيات المملكة قياسا إلى كمية الأمطار التي هطلت في جدة، كما أن المهندس شاولي يعرف جيدا أن ما قاله غير صحيح، لأن مدن العالم تتعرض لكميات أكبر من السيول دون أن تصيبها مثل هذه الأضرار الفادحة في الأرواح والممتلكات، وهذا يعود إلى أن بلدياتها تقوم بواجباتها ولا تفسر الماء بعد الجهد بالماء وتقول إن خسائر المطر (أمر طبيعي). لذلك كله، نطالب سكرتير لجنة الأمطار بشفط هذه التصريحات العجيبة، وتجفيف ما نتج عنها من بلل جعل شكوكنا في كفاءة وقدرة أمانة جدة على مواجهة أية مشكلة في المستقبل (أمر طبيعي)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة