يتأمل رحمة الله خضر أكوام الطين ومخلفات السيول وتجمعات المياه وتتساءل عيناه بشخوص «في أي من هذه الأمكنة يرقد شقيقي»، الذي فقد أي خبر عنه منذ كارثة الأربعاء الأسود. ويقول خضر: «حضرت من الرياض إلى جدة بحثا عن أخي الذي يعمل سائقا على وايت نقل المياه، بعد أن أبلغني صديقه أنه لم يعد إلى مقر عمله في أشياب المياه منذ أن خرج صباح يوم الأمطار لتفريغ حمولة الوايت في منطقة وادي قوس». يقف رحمة الله خضر «من الجنسية السودانية» والأمل ما يزال يحدوه في إيجاد شقيقه (55 عاما) أو على الأقل العثور على جثته، متنقلا لهذا الهدف بين الأنقاض وآليات الدفاع المدني وهي تسحب المياه من إحدى البحيرات في جدة أمس، عله يعلق في إحدى شفاطاتها. ويتابع رحمة الله: منذ أن علمت بخبر فقدان شقيقي وأنا أبحث عنه يوميا بين أكوام المخلفات وتجمعات مياه الأمطار علي أعثر عليه مصابا أو في الرمق الأخير فأنقله إلى أحد المستشفيات. حلم مشروع لإنسان يبحث عن شقيقه، إذ لم تذبل كل مظاهر الخراب التي تسبب بها السيل الجارف وردة الأمل في العثور عليه، خصوصا أن أبناء المفقود في السودان حملوا رحمة الله مسؤولية العثور على والدهم. وطالب خضر ودموعه على خديه، فرق الدفاع المدني بالعمل سريعا لنزح المياه وتجفيف تجمعات الأمطار والاستفادة من الكلاب البوليسية في البحث عن المفقودين، ليتسنى لذويهم العثور عليهم.