ما أصاب مدينة جدة يدل دلالة واضحة على ضعف الاستعدادات وعدم قدرة المتاح من قنوات التصريف على استيعاب السيول المتدفقة على عدد من الأحياء التي أقيمت في بطون الأودية فكشفت كثيرا من الأقنعة المزيفة التي كانت تكتسي بها شوارع وجسور جدة. إذا كان هذا حال ثاني أكبر مدن المملكة فكيف بالمحافظات والقرى الصغيرة الأخرى. وكوني أحد أبناء محافظة الليث، لا زلت أتذكر حادثة السيول التي داهمت مدينة الليث في عام 1413، حيث راح ضحيتها الكثير من الأبرياء وخسائر مادية فادحة. إن هذه المدينة تقع في مصب وادي الليث، وهي معرضة للغرق في أية لحظة لا سمح الله، وكم سعدنا بإنشاء سد وادي الليث لحماية هذه المحافظة وقراها إلا أنه مازالت أعمال هذا السد تسير ببطء شديد لم يتم الانتهاء منه. إنني أخشى ما أخشاه أن يكون هذا السد سببا لغرق هذه المدينة، ناهيك عن عدم وجود قنوات تصريف لمياه الأمطار والسيول في شوارع المحافظة تواكب غزارة الأمطار. علي الكرساوي الليث