من نافلة القول أن الدولة قامت بواجبها بصورة جيدة تجاه كل المواطنين الذين تضرروا من السيول التي داهمت منازلهم وأحدثت لهم أضرارا متنوعة، وأعرف أن الجهات ذات الاختصاص لا تزال تتابع أعمالها في حصر الأشياء التالفة وآمل أن تعمل هذه الجهات بسرعة لكي يتمكن هؤلاء المتضررون من إعادة ترتيب حياتهم ولو بصورة جزئية متدرجة، كما آمل من اللجنة المشكلة لمعرفة المتسببين والأسباب التي دفعتهم لذلك إنهاء عملها بصورة مهنية جيدة وإعلان ما تتوصل إليه لكي يطمئن المواطنون إلى دقة المحاسبة، فقضية جدة لم تعد محل اهتمام المتضررين وحدهم، بل أصبحت قضية وطنية عامة تهم كل مواطن فضلا عن أن وسائل إعلام عربية وعالمية تحدثت عنها وكل هؤلاء خاصة المواطنين ينتظرون ما سيحدث لأن ما تتوصل إليه اللجنة سيكون له ما بعده باعتبار أن الفساد ليس محصورا في جدة وحدها ولا في قضايا الصرف الصحي بل في أشياء كثيرة والكل يتطلع إلى مجتمع يخلو أو يكاد من الفساد وبكل أنواعه. الدولة كما قلت تحركت بجد وحزم ولكن الجميع ولا يزالون يتطلعون إلى تحرك تجار المملكة وشركاتها الكبرى للمساهمة في تخفيف المصاب عن آلاف الأسر، ولكن معظم هذه الشركات وأصحابها لا يزالون يقفون موقف المتفرج من كل ما يحدث. أعرف أن البعض بدأ يقدم بعض الخدمات الإغاثية العاجلة مثل الطعام والشراب والملابس لكن كل ذلك ليس كافيا فالحاجة لا تزال كبيرة. البنوك السعودية كلها لابد أن تساهم بدور فعال في هذه الأزمة، فهي تكسب مليارات الريالات سنويا، وهذه المكاسب من أبناء هذه البلاد، ولهذا فمن حقهم عليها أن تقف معهم في أزمتهم الطاحنة. شركة أرامكو هي الأخرى يجب أن تتحرك، ومثلها كل الشركات البتروكيماوية، وشركات الاتصالات كلها التي تجني المليارات من جيوب المواطنين هي الأخرى عليها أن لا تبقى صامتة إزاء مثل ما تراه، ولعلي هنا أذكر بأن شركة الاتصالات السعودية تبرعت قبل مدة بمائة مليون ريال لوزارة الصحة، ونظرا لأنني لم أكن مقتنعا بحاجة الوزارة لهذا المبلغ، ولأنني كنت أملك عشرة أسهم في تلك الشركة فقد هممت أن أرفع دعوى ضدها لأن ذلك التبرع سيؤثر على أرباحي ولكن وساطات الزملاء جعلتني أعدل عن ذلك المشروع. أقول: على هذه الشركة وسواها أن يتحركوا للوقوف مع كل المتضررين لاسيما أن الخطر لا يزال يلوح بين آونة وأخرى. أما تجارنا فالكثير منهم مثل أعين «عذاري» كما يقول إخواننا البحرينيون، وهم ولله الحمد كثر ولن يؤثر في ميزانياتهم التبرع لمواطنين بجزء يسير من هذه الأموال للتخفيف من أزمتهم ومعاناتهم. من المهم كما أعتقد التنسيق مع الكل فيما يجب عمله تجاههم، ومن المهم أكثر أن هذا التنسيق يجب أن يتم بسرعة. هؤلاء بحاجة إلى سكن مناسب بصورة مؤقتة وبصورة دائمة، ولعل بعضهم بحاجة إلى علاج عاجل، ومستمر وهذا دور أصحاب المستشفيات، وبعضهم بحاجة إلى عمل، وأنا هنا أعني صغار التجار الذين فقدوا محلاتهم بسبب السيول، وهكذا نجد أن التكامل في تقديم العون أمر له أهميته وفائدته. من المهم أن يشعر كل منا أن إخوانه في كل مناطق المملكة سيقفون معه إذا أصيب بكارثة، ومن الأهم أن يكون الجميع يدا واحدة في جميع الأحوال. وأحيي كل من تطوع لخدمة مواطنيه وبأي صورة كانت هذه الخدمة فعند الشدائد تظهر معادن الناس!! *أكاديمي وكاتب للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة