رجحت مصادر أن تعمد المصانع الأخرى المنتجة لحديد البناء إلى اتخاذ خطوات مماثلة لخفض الأسعار على المقاسات نفسها، التي خفضتها سابك أمس، خصوصا وأن سابك تقود السوق المحلي. وقالت إن أي خطوة تتخذها سابك تجد صداها سريعا لدى المصانع الوطنية الأخرى، فإبقاء الأسعار الحالية بالنسبة للمصانع الأخرى يعني خسارتها لحصتها من السوق المحلي. وأبقى موزعون معتمدون للشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» في المنطقة الشرقية الأسعار السابقة لحديد التسليح على مختلف المقاسات على حالها، رغم قرار الشركة المتعلق بخفض مقاسي 8 ملم و 10 ملم بمقدار 210 ريالات للطن الواحد اعتبارا من أمس. وأرجعوا ذلك إلى عدم وجود تعليمات و خطابات رسمية من الشركة تفيد باعتماد التسعيرة الجديدة، مؤكدين، إن تعديل الأسعار مرهون بخطابات رسمية من سابك، خصوصا وأن الموزعين لا يتعاملون في الأسعار إلا بشكل رسمي. وأشاروا إلى أنهم سمعوا عن قرار سابك بخفض أسعار المقاسات الصغيرة من وسائل الإعلام، مؤكدين أنهم بانتظار صدور قرار رسمي بذلك. وقدر موزع معتمد لسابك (فضل عدم ذكر اسمه)، إجمالي استهلاك مقاسات 8 ملم و 10 ملم من إجمالي استهلاك حديد التسليح بحوالي 20 في المائة إلى 30 في المائة، حيث يستخدم في عملية التسليح في مختلف مراحل البناء، وبالتالي فإن التخفيض يمثل خفضا كبيرا في الميزانية المرصودة لشراء الحديد، ما يقلل التكلفة الإجمالية على الحديد، مؤكدا في الوقت نفسه، إن عملية التخفيض لم تبدأ فعليا على الأرض رغم قرار سابك تطبيق الخفض اعتبارا من أمس (الاثنين)، مشددا على أن الموزعين لا يعتمدون على ما تنشره وسائل الإعلام من أخبار، بقدر ما يتعاملون بشكل رسمي من خلال الخطابات الصادرة من الشركة التي تحدد الأسعار، وبالتالي فإن التجار في انتظار صدور قرار من الشركة لاعتماد التخفيض الجديد. وقال ظافر النشمي موزع معتمد لمصنع الاتفاق، إن شركته لم تتلق حتى إعداد هذا التقرير خطابات رسمية تفيد باتخاذ خطوة مماثلة للقرار الذي اتخذه سابك بخفض المقاسات الصغيرة 8 ملم و 10 ملم. واعتبر الدكتور علي الدايخ (مستورد)، إن قرار سابك بخفض المقاسات الصغيرة حركة تكتيكية تهدف إلى إخراج الصناعات الخليجية من السوق المحلي إضافة إلى استعادة شريحة العملاء التي فقدتها الشركة إبان الطفرة التي شهدتها صناعة الحديد على المستوى العالمي وصعودها إلى مستويات مرتفعة، حيث دفع تجاهل سابك التجار إلى التوجه نحو المصانع الخليجية الأخرى للحصول على هذه النوعية من المقاسات، مؤكدا، إن خفض مقاسات 8 ملم و 10 ملم لا يعدو كونه تقليلا من الهوامش الربحية للشركة للضغط على الشركات المنافسة للخروج من السوق المحلي واستعادة موقعها السابق. وأوضح، إن استهلاك المقاسات المستهدفة من التخفيض يعتبر متواضعا للغاية، اذ لا يتجاوز 7 في المائة من إجمالي استهلاك حديد التسليح في السوق المحلي، فنسبة هذه المقاسات في المباني السكنية لا يتجاوز 2 في المائة 3 في المائة من إجمالي حديد التسليح، حيث يكثر الطلب على المقاسات التي تبدأ من 12 ملم فما فوق، مبينا، إن المقاسات المستهدفة للخفض تستخدم في عدة استخدامات سواء في حديد التسليح أو شباك أو المسامير، مستبعدا في الوقت نفسه حدوث تأثير مباشر على سوق حديد التسليح، إذ لن تشهد المقاسات الأخرى خطوات مماثلة للخفض، نظرا إلى استقرار الأسعار على المستوى العالمي، كما أن المنتجات الصينية ارتفعت لتصل إلى 580 دولارا للطن للمقاسات 16 32 ملم مقابل 530 دولارا، فيما يبلغ سعر الحديد التركي 520 530 دولارا للطن.