«تجسد هذه القصيدة تأثر مريم بفراق ابنة عمتها صباح التي ذهبت ضحية حادث مروري حينما كانت هي ومريم عائدتين إلى مكة من جامعة الحكمة في جدة». أقلي دموع الأسى مريم فليس من الموت من يسلم ولو يسترد صباح البكا لفاض من المقلتينِ الدم مضت غضة كانبلاج السنا ضحوك واطيارها حوم لها في الجنانِ قصور المنى حباها بها الخالق الأكرم تنقل مترفة بالرضى وترفل في روضها تنعم ترود أفانين تلك الربى وثغر الربيع لها يبسم تدانى إليها قطاف الجنى بما تشتهيه وما تحلم يوشوشها الزهر أنى غدت ويشدو لها البلبل الملهم تحلى أساور من عسجد وتضوي على جيدها الأنجم أقلي التوجد يا مريم وإن كان للوجد ما يرغم لقد كنت سلوى لأيامها وكانت، وحبكما أعظم ولكنه البين كم فرقت أياديه خلينِ كم يحرم أصابكما الحاسد المجرم وعين الحسود لها مغرم تصبرت يا عطر ورد الصبى وأجر الصبور هو المغنم نفضت غبار العنا في المدى وعزمك ما كان يستسلم وأشرقت كالشمس في خدرها تنير السواد الذي يظلم أشيحي عن الحزنِ ولتأمني شرور الحياة وما يؤلم ذريها فلو أنها أسعدت لما كان في الناس من ينقم وكيف يكون سرور بها وللموت فيها يد تهدم أريحي فؤادك عن همها فمن أشغلته بها يندم تسلي بأورادها والشذى وبالغيم أنداؤه زمزم وعيشي الجمال وأسراره بعينيك آثاره ترسم تداعى الزمان على جهله وقد راح يغْرى به المعدم ومن عرف البدء والمنتهى إلى الله يرنو ويسترحم وإن الفطانةَ نهي الهوى بدهر هو الصاب والعلقم فلا تجهدي النفس إلا بما تطيق، فكم مجهد يسقم غشتك النسائم هيمانة ومن شاقه الحب لا يسأم أقلي التياعك واستقبلي حياتك بالسعد يا مريم