تعيش أغلب المحال العاملة في السلع الكمالية حالة من الهدوء المتوقع بعد فترة العيد، اذ تستمر هذه الحالة لأكثر من شهر تقريبا، وبالتالي فإن تلك المحال تحاول استغلال الظرف الراهن، لكسر حالة الركود عبر انتهاج سياسة التخفيضات والتصفيات الشاملة، لاسيما وأن عالم العطور من القطاعات المتطورة والتي تشهد حركة غير اعتيادية في طرح الموديلات الحديثة. وبالتالي فإن محاولة استغلال الفترة الراهنة والحصول على مكاسب قليلة يعتبر أفضل من بقاء الكميات دون حراك، بينما يعتبر الظرف الراهن بالنسبة إلى محلات الملابس الجاهزة مناسبا للغاية للتخلص من الموديلات الصيفية وطرح الموديلات الشتوية، خصوصا أن دخول فصل الشتاء يدفع بقوة إلى استخدام سياسة التخفيضات على البضائع الصيفية، بمعنى آخر فإن الأسواق ستجد نفسها أمام لافتات كبيرة تحمل عبارات «تصفية شاملة» و«تخفيضات كبرى» من أجل استقطاب المزيد من الزبائن القلائل الذين يدخلون الأسواق لأغراض مختلفة. وتكشف جولة سريعة على بعض الأنشطة الاقتصادية، أن المحال المرتبطة مباشرة بفترة ما قبل العيد أخذت في لملمة أوراقها، تمهيدا للجولة المقبلة التي لا يعلم متى تأتي، لذا فإن السيرة القديمة – الجديدة ستبدأ في الظهور في غضون الأيام القليلة المقبلة، حيث ستعمد تلك المحال إلى إغراء الزبائن عن طريق التخفيضات الكبرى، والتي تهدف إلى تفريغ المخزون واسترداد رأس المال أو الاكتفاء بالجزء اليسير من الأرباح التي تضاف إلى جملة الأرباح التي دخلت جيوب التجار خلال الأيام التي سبقت حلول عيد الفطر. ويمثل عبد الكريم منصور (تاجر ملابس) مثالا لحالة الرتابة والخمول التي تعيشها محلات الملابس الجاهزة بعد العيد، حيث يجلس بمفرده في محله الواقع في وسط السوق، ينظر إلى عشرات الموديلات الحديثة المستوردة من عدة بلدان عربية وآسيوية وأوروبية، بانتظار ما ستجود به الأيام المقبلة من زبائن يمكن أن يأتوا بالرغم من انشغال الناس بأمورهم الخاصة. وقال إن حالة المحال في الأيام التي تعقب الأعياد تصيب التجار بحالة من الغثيان والاشمئزاز، فبعدما كانت تغص بعشرات الزبائن خلال الأيام الماضية، تعيش حاليا فترة عصيبة للغاية، الأمر الذي يدفع البعض إلى عدم فتح المحال لمدة لا تقل عن أسبوع كامل، للهرب من الشعور بالإحباط. وذكر أحمد عمران (تاجر عطور) أن محلات العطور عولت كثيرا على مواسم الأعراس المقبلة، وذلك بعد انحسار موجة الشراء المرتبطة بعيد الأضحى، مشيرا إلى أن سوق العطور تختلف عن غيرها من الأنشطة الاقتصادية، فالموديلات الجديدة تسهم في «ضرب» الأسماء القديمة بشكل سريع، كما أن المنافسة غير المتوازنة التي تفرضها المصانع المقلدة، تسهم في تخريب السوق بشكل غير مسبوق، معتبرا الفترة التي تعقب الأعياد من أصعب الفترات التي تعيشها محلات العطور المنتشرة في المنطقة الشرقية، مشيرا إلى أن معالم التراجع بدأت في البروز بمجرد انتهاء فترة الأعياد، حيث انخفض الطلب بشكل واضح ليتجاوز حاجز 70% مقارنة مع الفترة التي سبقت العيد، مؤكدا في الوقت نفسه، أن الطلب خلال عيد الأضحى يعتبر متواضعا مقارنة مع الحركة النشطة التي تشهدها الاستعدادات لعيد الفطر، لاسيما وأن شهر رمضان يعتبر من أهم المواسم من حيث القوة الشرائية، ما ينعكس بصورة مباشرة على قطاع العطور.