أكدت المملكة أن اعترافها بكوسوفا يأتي احتراما منها لرغبة شعبها المسلم بالاستقلال وتحقيق مصيره، ودعما من المملكة لجهود المجتمع الدولي الساعية لإحلال السلم والأمن وتحقيق التنمية والتقدم في كوسوفا وفي دول منطقة البلقان. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة هولندا عبد الله بن عبد العزيز الشغرود أمام محكمة العدل الدولية الأربعاء حول إعلان كوسوفا الاستقلال من جانب واحد عن جمهورية الصرب. وتأتي هذه المداولات أمام محكمة العدل الدولية بخصوص كوسوفا بناء على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك والموجه لمحكمة العدل الدولية لإبداء رأيها الاستشاري حول مدى تطابق قرار كوسوفا بالاستقلال مع قواعد القانون الدولي. وأفاد السفير أن المملكة أعلنت اعترافها بجمهورية كوسوفا في 20 أبريل 2009، مشيرا إلى أن الدافع الأساسي لاتخاذ هذا القرار هو السعي للإسهام في تعزيز أمن واستقرار وازدهار كوسوفا والدول المجاورة لها ضمن منطقة البلقان، خصوصا بالنظر لما عانته المنطقة لفترة طويلة من ويلات الاقتتال والحروب وعدم الاستقرار، مما نتج عنه تدهور أوضاعها السياسية والاقتصادية وانعكس بصورة سيئة على الظروف الإنسانية لمواطنيها. وأضاف أن إعلان استقلال كوسوفا في تاريخ 17 فبراير 2007م من طرفها كان الخطوة النهائية في مسلسل تسوية وضع كوسوفا والتي حدثت في شكل مواز مع كل من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1244 لعام 1999م والقانون الدولي العام. ورغم أن المملكة لم تقدم بيانات كتابية للمحكمة، فإننا نتفق مع الاستنتاجات في البيانات الكتابية المقدمة من طرف كوسوفا ومن طرف آخرين بأنه لا يوجد خرق للقانون الدولي وأن القرار رقم 1244 لا يمنع كوسوفا من إعلان استقلالها. وأوضح أن قرار المملكة بالاعتراف بكوسوفا جاء تلبية لطموحات الأغلبية الساحقة من سكان كوسوفا الذين أوضحوا بشكل لا لبس فيه أن الاستقلال هو خيارهم في ظل ممارسة حقهم في تقرير المصير، وليرسخ رغبة المملكة بأن يحل الاستقرار في هذا البلد، وليجسد توجه حكومة المملكة في التعاون مع بقية أعضاء المجتمع الدولي الساعين لإحلال الاستقرار في المنطقة ودعم دولها للحصول على حقوقها المشروعة في الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.