تتواصل الدبلوماسية المكوكية حول إتمام صفقة تبادل الأسرى في أقرب وقت ممكن، إذ أكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية استمرار الاتصالات المكثفة وتسارعها بين الأطراف ذات العلاقة بصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس». وقالت المصادر إن الوسيط الألماني التقى خلال الساعات الماضية بقيادات أمنية مصرية وإسرائيلية؛ لمناقشة بعض المسائل الفنية الخاصة بنقل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، في إطار صفقة التبادل التي باتت جاهزة بانتظار موافقات رسمية ومسائل ذات طابع شكلي. وكشفت مصادر إعلامية أن غزة تشهد مشاورات واتصالات مشابهة بين القيادات العسكرية في كتائب القسام ومع القيادات السياسية ل «حماس» للاتفاق على آلية نقل شاليط إلى الأراضي المصرية. وأضافت أن مبعوثا مصريا زار دمشق أخيرا، والتقى قيادات في حركة «حماس»، حيث ناقش معهم بعض المسائل والترتيبات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى، في حين يتواجد في قطاع غزة وفي مدينة رفح تحديدا بعض العناصر الأمنية المصرية برفقة اثنين من مساعدي الوسيط الألماني وممثل عن الصليب الأحمر. إلى ذلك، وصل إلى القاهرة في الساعات القليلة الماضية اثنان من العناصر الأمنية التابعة لحركة «حماس»، وتوجها مباشرة إلى العاصمة السورية للالتقاء مع قيادات من الحركة في دمشق. من ناحية أخرى، كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية أن يوفال ديسكين رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي «الشاباك» هدد بتقديم استقالته على خلفية ما وصفته المصادر بالثمن الكبير الذي ستدفعه إسرائيل مقابل إطلاق «حماس» للجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط. وقالت المصادر إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فرض رأيه على كافة الأجهزة الأمنية، ودعم بشدة رئيس طاقم التفاوض برئاسة حجاي هداس، رافضا تحذيرات وملاحظات ديسكين الداعية إلى عدم التسرع في إنجاز الصفقة، وقبول مطالب واشتراطات «حماس». وفي ذات الصدد، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشدة أمس، أن يكون مروان البرغوثي، القائد في حركة فتح ورمز الانتفاضة الفلسطينية المسجون في إسرائيل، جزءا من عملية تبادل معتقلين فلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط المحتجز في غزة. وقال ليبرمان في مقابلة مع (إذاعة 103) نقلها التلفزيون الرسمي: «يمكنني أن أضمن أن البرغوثي لن يتم الإفراج عنه». واعتقل الجيش الإسرائيلي مروان البرغوثي في 2002، وصدرت بحقه في يونيو (حزيران) 2004 خمسة أحكام بالسجن المؤبد بعد إدانته بالتورط المباشر في أربع هجمات ضد الإسرائيليين؛ أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص خلال الانتفاضة. والبرغوثي، أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، انتخب في أغسطس (آب) 2009 للمرة الأولى عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح، بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أثناء مؤتمر للحركة في بيت لحم بالضفة الغربية.