ظل الجندي سطام السبيعي من منسوبي قوات الطوارئ يحاول إقناع والدته أنه في مهمة رسمية بين الحجيج، لكنها كانت تصر على أنه على جبهة الحدود الجنوبية في الخوبة مقاتلا ضد المعتدين، وتعبر له في كل مرة عن قلقها وخوفها عليه، وترفع أكف الدعاء بأن يعود إليها سالما، وهي تتسمر أمام شاشات التلفزيون لمتابعة أخبار الحرب. وفي أحد الاتصالات المتكررة مع والدته، مر إلى جوار السبيعي فوج من الحجاج رافعين أصواتهم بالتلبية، سمعت الأم هدير أصوات الحجيج، وعندها تأكدت أن ابنها في مشعر منى بين الحجيج، فزالت الكثير من مخاوفها. ويؤكد السبيعي أن والدته تفخر به سواء كان في خدمة الحجيج في المشاعر المقدسة أو على الجبهة في جازان وكلها في سبيل الوطن، لكنه يستدرك «هي في النهاية أم تستعمرها غريزة الأمومة والخوف على أبنائها حتى لو كانوا كبارا».