ذلك ما تُورّثه عشوائية التعامل مع النكبات والكوارث، وإفرازات التخطيط الإداري غير الدقيق، ليدفع ثمنه أهل جدة، مع سنين من الإهمال والتهاون، تؤدي إلى خسارة أرواح وهدم بيوت وضياع ممتلكات. خطط ومشروعات منذ سنين لم نر منها سوى نماذج مؤقتة، ومشروعات تصبيرة للشعب الكريم، كي يكتب من إنجازات أمانة جدة، لتنتهي المشروعات وهي في الواقع رُسمت ولم تُنفَّذ، سُلمت هذه المشروعات إلى شركات للتنفيذ ينقصها الخبرة والمعرفة، من باطن إلى باطن، وعملت دون رقابة صارمة من الجهات الإشرافية. يا أمانة جدة العزيزة: هل يُعقل أن تباع أراضي في أودية؟! هل تُبنى منازل في مناطق عشوائية؟! كيف تُدفن مجاري السيول وتتحول إلى مخططات سكنية؟! تصاريح صدرت.. مَن المسؤول عنها..؟! أبنية فوق مساحات من البحر المدفون.. كيف ستكون هناك بنية تحتية؟! شيء يدركه البسطاء قبل أن يدركه المختصون. حكومتنا الرشيدة -أيدها الله- أنفقت الكثير وأعطت الثقة ولم تُقصِّر، ولكن هناك تقصير واضح مِن بعض مَن يشغلون وظائف بالأمانة تتعلق بحياة المواطنين، لم نأخذ سوى تصريحات ووعود بتحسين البنية التحتية.. ماذا استفدنا سوى غرقنا وغرق ممتلكاتنا.. كارثة حلّت على جدة لم تكن الأولى ونتمنى من الله عز وجل أن تكون الأخيرة، وذهب ضحاياه كثيرون، سمعنا الكثير من الوعود بعد الكارثة الأولى، ولكن تكررت المأساة وبشكل أصعب، فهناك شوارع وأنفاق حديثة بُنيت بدون تصريف.. هل هذا يُرضي أحدًا..؟! وفي النهاية.. ما خفَّف عني وعن أهل جدة توجيه والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعاده الله إلينا سالمًا مُعافى بمحاسبة المُقصِّر (كائنًا من كان)، وأملنا كبير في اللجنة الوزارية برئاسة سمو النائب الثاني واللجنة الفرعية برئاسة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة في تحقيق ما نتمناه من عودة جدة عروسًا للبحر الأحمر مرة أخرى دون خوف أو رهبة من سقيا الخير. رؤى أحمد السارحي - جدة