عند الجمرات التي تتوسط منشأة حضارية.. تسيطر على بعض القلوب غشاوة من جهل، فيركض أصحابها صوب «الشاخص» المبني بالخرسانات الإسمنتية في اعتقاد داخلي أنه «الشيطان» ذاته، لارتباط الذاكرة الذهنية لديهم بما اقترفته الأيدي من أخطاء في لحظات ندم تدفع بهم إلى الهجوم بكل عنفوان وشراسة، فينسى الوالد ولده والأم ابنتها في وسط الزحام، لكن عندما تغفو حاسة الأبوة أو الأمومة في زحام المشاعر، تطل حاسة الأمن حامية حارسة تمتد إلى كل من يحتاج إليها، حيث رصدت «عكاظ» مشهدا من تلك المواقف الإنسانية، فأثناء توجه حاج إلى رمي الجمرات تدلى ابنه النائم المعلق في ظهره بشكل خطير دون أن يشعر الأب بذلك لانشغاله برمي «الشيطان»، حاول بعض الحجاج تنبيهه إلا أنه لم يكن يدرك ما يدور حوله؛ لترصده أعين الأمن وتتوجه بكل سرعة صوبه منقذة الطفل من رحلة متاعبه تلك، الأب لم يتمالك مشاعره فاحتضن طفله شاكرا رجال الأمن الذين أسدلوا الستار على معاناة طفل وسط الزحام، بإعادة ربطه بالطريقة السليمة التي تحفظه من المخاطر.