تقتسم مشاعر الفرح والحزن مشاعر النازحين في مركز إيواء أحد المسارحة، فالفرح بحلول عيد الأضحى المبارك ومشاهدة البسمة على وجوه الأطفال، يمسح لحظات الحزن على فراق المنازل والقرى التي اعتادوا عليها لسنوات عديدة. وأجمعوا ل «عكاظ» على أن الإمكانات الهائلة التي بذلتها الدولة لدعم المخيم والنازحين فيه، خففت كثيرا من معاناتهم التي خلفتها ترك منازلهم وقراهم ومزارعهم وماشيتهم. ويقول أحمد جابر من قرية الخشل «إن عيد العام الماضي كان يضج باجتماع الأهالي الذين يتراشقون المعايدات فيما بينهم بمرح كأنه طفولي؛ فالجميع متواجد والكل يجتمع عند كبير الأسرة، أما هنا في مركز الإيواء فعدد الأقارب أقل والفرحة ناقصة، رغم كل ما بذله ويبذله القائمون على راحة النازحين في الخيام». وقال: إننا في القرية نعتني بأضحيتنا حتى تكبر وإذا جاء العيد أدينا الصلاة جماعة وذبحنا أضاحينا واجتمعنا مع الأصدقاء والأقارب حاملين معنا فطورنا لنتناوله جماعيا في الطريق العام للقرية. ويزيد سلمان أحمد (نازح من قرية الخشل أيضا)، إن الوضع هنا رائع، لكنه جعلنا نبكي على فراق أحبتنا في القرية، إذ كنا نلتقي بهم كل عيد ونجتمع معهم كأننا أسرة واحدة لأداء صلاة العيد، لكننا هنا لم نجد أحبتنا وأقاربنا كما كان العام الماضي، ونتلفت بعد أداء الصلاة يمينا ويسارا دون أن نرى أحدا منهم، إذ إن العديد من أبناء القرية ذهبوا إلى أقاربهم في جازان والبعض توزع على الشقق المفروشة. ويقول: رغم كل الإمكانات المتاحة إلا أنه لا طعم للعيد في المخيم بعيدا عن المنازل والقرى، ولا طعم له ونحن بعيدون عن الأقارب، فقد شتتتنا المواجهات مع المعتدين على الأراضي السعودية. ويأخذ عبده محمد شراحيل ولديه من المخيم بعد أداء صلاة العيد متوجها إلى أبو عريش عند أقاربه في محاولة منه للمحافظة على أجواء العيد، كما كانت أيام زمان على حد قوله, مشيرا إلى أن أسرته الكبيرة حرصت على أن يجتمع أفرادها في مكان واحد في أبو عريش بشكل يخفف من أجواء الغربة.