انسحب أعضاء من لجنة إيواء متضرري سيول جدة أمس عن أداء مهماتهم، الأمر الذي وضع عبئا إضافيا على سلطات الدفاع المدني، التي سارعت إلى إسكان المواطنين، وتفتيت حدة الزحام. وقال ل«عكاظ» اللواء محمد الغامدي «إنه بعد إتمام إسكان ألف و250 متضرراً في الفترة الأولى، انسحب بعض مندوبي اللجنة؛ ما وضعنا في مواجهة مع المتضررين». وأشار مدير الدفاع المدني إلى أنه تم توفير أربعة مواقع للجان الحصر؛ بغرض تسهيل إجراءات الإسكان والإيواء العاجل، ومن المقار المعتمدة مركز الدفاع المدني في جنوبجدة قرب شارع الميناء جوار البنك الإسلامي، مركز في شمال جدة قرب مستشفى العزيزية للولادة، مركز وسط جدة في حي الرحاب، ومركز قوات الدفاع المدني في أبرق الرغامة. ونبه اللواء الغامدى إلى أنه «ليس من حق أي شخص غير المتضررين الحصول على إعانات من الدفاع المدني، ويتم التأكيد على ذلك بأخذ تعهدات خطية». انتقادات ضد الروتين في غضون ذلك، جالت «عكاظ» أمس على المتضررين في مراكز الإيواء، ومنها شقق مفروشة في مختلف أحياء جدة، وذكر عبد الله محمد أن غرفة عمليات الدفاع المدني سهلت مهمته وعائلته، ونقلتهم جميعا إلى شقة مكونة من غرفتين. وروى المواطن قصة نجاته وأسرته من سيول الكيلو 14، وقال «عندما زحفت إلينا الأمواج داخل المنزل، صعدت ومعي أسرتي المكونة من ثمانية أشخاص إلى سيارتنا، تركنا كل شيء خلفنا، ونجونا بأنفسنا من الموت بعد نصف يوم من الاحتجاز». الإجراءات الروتينية دفعت بعض المتضررين إلى الاعتماد على قدراتهم الذاتية في البحث عن مأوى على نفقتهم. ويقول محمود عكاشة (أحد سكان الكيلو 14) «خرجنا من منزلنا المغمور، ووصلنا إلى مقر إدارة الدفاع المدني صباح الجمعة، استكملنا الإجراءات المطلوبة وشروط الحصول على شقة سكنية، ولم تنته المعاملة حتى الآن، وسأضطر إلى رهن بطاقتي الشخصية في أية شقة مفروشة تؤوي أسرتي لحين اكتمال الإجراءات». المبيت على أرصفة «المدني» في الوقت الذي انخفضت فيه درجات الحرارة في مدينة جدة إلى أقل من 19 درجة مئوية، حسب تقارير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حرص بعض المتضررين على المبيت في سياراتهم أمام أرصفة الدفاع المدني، وداخل قاعة وفرتها سلطاتها. وذكرت إحدى المتضررات «وصلت إلى مبنى الدفاع المدني في الثانية ظهراً، ولم أتسلم خطاب الإسكان إلا بعد الثالثة فجراً، ما زال زوجي المريض محتجرا في الكيلو 14 في انتظار الفرج».