أثار أصغر تاجر مواش في المعيصم انتباه المارة وهو معلق على ناقلة أغنام كانت تقطع طريقا مزدحما، صوت الصغير الذي كان يعلو ويهبط ليستحث ضيوف الرحمن على الشراء كان أقوى من هدير محرك الناقلة، وظل الصدى ينقل صوت الفتى بين جبال مكة وواديها. القريبون من محيط الأب والبائع الصغير يقولون إنهما اعتادا سنويا على مزاولة مهنتهما، ويبدو أن الصغير ورث عن والده سر الصنعة وبات منافسا لا يشق له غبار في السوق المزدحم مستلهما مهماته من خبرات تراكمية اكتسبها وهو في الثامنة من عمره عندما جاء لأول مرة إلى المعيصم. يقول الفتى عن نفسه «أنا من مواليد مكةالمكرمة، درجت على العمل في مواسم الحج مقابل ألف ريال، كثيرون راهنوا على فشلي، ولكني كسبت الرهان فأصبحت في سنوات قليلة من ملامح السوق وفرسانه الكبار»