هو أحد أهم المستشفيات في المملكة ويضاهي مستشفيات عالمية، لما يضمه من إمكانيات عملاقة وتجهيزات طبية وتقنية عالية أبهرت وزراء ورؤساء البعثات الصحية في الحج، ويعد القلب النابض لمستشفيات المشاعر، ويعمل فيه أكثر من 580 كادر طبي من ذوي التعليم العالي والخبرة في التعامل مع الحالات الحرجة، 40 في المائة منهم نساء، 75 في المائة من الكوادر البشرية من أبناء الوطن، ويحوي قرابة 200 جهاز طبي متطور وفرتها الدولة بآلاف الملايين لتعمل ستة أيام في العام من أجل رقي الخدمات الصحية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام. برج طوارئ منى تطور لا يتوقف، بل ترد الأجهزة المتطورة إليه تباعا في كل عام، وفي موسم حج هذا العام ضم المستشفى عددا من الأجهزة المتقدمة لعلاج الحالات المصابة بفيروس h1n1، وأجهزة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها. تطور متلاحق في كل مرافق البرج، عيادات العناية المركزة جاهزة على مدار الساعة، وغرف العزل المعقمة مدعمة بالتقنيات التي تحفظ عدم انتقال العدوى بين المرضى المنومين. وزارة الصحة أدركت أن أهمية برج طوارئ منى تكمن في قربة من منشأة الجمرات، وموقعه الاستراتيجي على مقربة من مكةالمكرمة، حيث لا يفصل بينه وبينها سوى نفق الملك خالد بطول 500 متر، وجعلت منه رابطا بين جميع مستشفيات المشاعر التي تصل سعتها السريرية إلى 1000 سرير. شرعت الوزارة منذ انطلاقة البرج الطبي قبل ثلاثة أعوام إلى تجهيزه وفق نظام حديث ومتقدم يمكنها من تحويل أقسامه إلى أسرة للعناية المركزة في حال الحاجة الطارئة. حتى أصبح مستشفى منى الطوارئ في المشاعر المقدسة أحد أهم المستشفيات الموسمية المتطورة الذي يقدم خدماته الصحية لضيوف الرحمن بجودة عالية في جميع التخصصات، حيث أعدت الخطة التشغيلية للمستشفى مطلع شوال الماضي، وانطلق العمل في أقسام الطوارئ من الساعة الثامنة يوم السابع من ذي القعدة ويستمر حتى الساعة الثامنة صباح اليوم الثالث عشر من الشهر الجاري، وتعمل العيادات الخارجية من الساعة 8 صباحا وحتى بعد منتصف الليل، ويتوقف عملها في الرابع عشر من ذي الحجة. مدير مستشفى منى الطوارئ الدكتور أيمن يماني أكد ل «عكاظ» أن المستشفى يقدم الخدمات الإسعافية الطارئة لرعاية ضيوف الرحمن ، ويخدم جميع الفئات العمرية، ويعمل على مدار 24 ساعة يوميا بكوادر طبية وتمريضية مدربة ومتخصصة لاستقبال جميع الحالات الطارئة وقسم الطوارئ مزود بأحدث الأسرة، ويحوي معدات طبية حديثة لإنعاش وإنقاذ حياة المصابين، وفيه كادر طبي وتمريضي على درجة عالية من الكفاءة والتدريب من ذوي الخبرة والكفاءة. مضيفا أن التجهيزات تشمل عددا من عربات إسعاف مجهزة بجهاز تنفس صناعي ضربات قلب لمراقبة المرضى، ومجهزة بجميع الأدوية الضرورية والأكسجين تستخدم لنقل المرضى للمستشفيات الأخرى، وإعداد فرق متحركة من ثلاث فئات «أ.ب.ج» استعدادا للمشاركة في حالات الطوارئ، مشيرا إلى أن قسم الطوارئ يحوى 12 سريرا، وغرفة قلب تضم ثمانية أسرة، وغرفة ملاحظة IMC بطاقة ثمانية أسرة، وغرفة لعلاج ضربات الشمس بسعة ثمانية أسرة، وغرف ملاحظة تضم 24 سريرا لموجهة أي حدث أو تدافع في منشأة الجمرات خلال أيام التشريق. وبين يماني أن المستشفى يضم 40 عيادة خارجية بما فيها العيادات العامة والتخصصية، وعيادات الباطنية، وعيادات الجراحة العامة، والعيون، والأنف والأذن والحنجرة، والجلدية، والمسالك البولية، والأسنان والعظام. ويضيف يماني أن المستشفى يوفر الخدمات التمريضية في تخطيط القلب وخدمة الجبس، وغرفة ضماد رجال وأخرى للنساء، وصندوق إنعاش مع سرير لإجراء عملية الإنعاش القلبي الرئوي، ومن ثم تحويل الحالة للطوارئ. من جهته مساعد مدير المستشفى الدكتور يوسف سنبل قال ل «عكاظ» أن مستشفى طوارئ منى يضم أكبر حجم عيادات بالمقارنة مع المستشفيات الأخرى في المشاعر، وأهميته تكمن في قربه من جسر الجمرات، ويخدم المستشفى المرضى عن طريق مستويين، الأول البوابات الواقعة على منطقة الجمرات ويضم 300 سرير، ويمكن زيادة الطاقة السريرية إلى 500 سرير حال حدوث أي طارئ، ويقع الدور الأرضي على ميدان الجمرات، ويحوي عيادات تخصصية وقسم أشعة متميزا مجهزا بكافة الأجهزة والأشعة التخصصية، في حين يقع قسم العمليات والحروق، والمناظير، والولادة، وأقسام العناية المركزة، وغرف التنويم، وغرف عزل العناية المركزة بواقع ست غرف في الطابق الأول، كما يحوي الطابق الثاني أجهزة متطورة لعلاج انفلونزا الخنازير تتولى الكشف على كامل أعضاء المريض، وتساهم في منحه التنفس اللازم، حيث يؤثر الفيروس بشكل مباشر على الرئتين، وتسهم في مقاومة الفيروس وتأمين المريض. ويعتبر منى الطوارئ أكبر مستشفى تخصصي، شيد على أحدث الطرز، وفيه مهبط للطائرات يستوعب هبوط طائرة «هيلوكبتر» لنقل الحالات المصابة، وفي ردهاته 20 كاميرا تنقل دورة العمل عبر 15 شاشة وتقيس كثافات المرضى ليتدخل المسؤولون لمتابعة وتحريك الزحام لعيادات أخرى في الطوابق العلوية.