مشاعر متناقضة عاشها سكان قويزة في أول أيام العيد، غلبت الأحزان على مظاهر الفرح في عيون الناس، ومع ذلك رصدت عدسات «عكاظ» بعض أطفال أحياء السيول وفيضانات الصرف وهم يلهون أمام منازل أسرهم التي جرفتها تيارات الماء، غلبت سرادق العزاء في أغلب الشوارع ، ومن لم يفقد عزيزا آثر أن يظهر حزنه وأساه تضامنا مع الأسر المنكوبة في المنتزهات، العدل ، الروابي ، السليمانية وحي الجامعة. مر يوم العيد الأكبر في قويزة استثنائيا على غير العادة، حزن وهدوء مشوب بالحذر بعد التنبيهات التي أطلقتها سلطات الدفاع المدني أمس الأول عن أمطار وسيول جديدة محتملة، وما بين الترقب والانتظار خلت الميادين والشوارع من السيارات والمارة، وآثر المحزونون البقاء في منازلهم لتلقي العزاء في فقدائهم، والتهاني بيوم العيد السعيد فاختلطت المشاعر في القلوب وفي العيون. 5 ضحايا في منزل العتيبي «خالد العتيبي» الذي فقد ثلاثة من أنجاله وشقيقه وزوجته في السيول الداهمة لم يفق بعد من أثر الصدمة، ومازال شريط ذكرياته يسترجع مثل هذا اليوم من العام الماضي واجتماع الأسرة كلها على مائدة العيد السعيد، شتان بين الأمس واليوم، يقول العتيبي، في عيد هذا العام واريت أبنائي وشقيقي وزوجته الثرى، لتتحول مجالسنا إلى سرادق عزاء لا صالونات تهان وأفراح، ولا راد لقضاء الله . يصف جمعان الغامدي حال قويزة في يوم العيد.. «الحزن ينثر أجنحته في كل مكان، لا يكاد يخلو منزل من الفاجعة التي غيبت الفرح وأحلت الأسى، منذ 39 سنة ظللت حريصا على ذبيحة العيد، غير أن ظروف هذا العام جاءت على غير أمانينا بعد أن فقدت اثنين من أعز أبنائي، عجزت عن إجلائهما ، وكتب الله حياة جديدة لاثنين آخرين فالحمد الله على قضائه وقدره». حزن في يوم الفرح الحزن في يوم الفرح كان علامة بارزة في حي قويزة، واعتذر أغلب سكانه عن مظاهر الحبور والبهجة ، وبقي المنكوبون مشغولين بلملمة أحزانهم ومتعلقاتهم وأثاثات بيوتهم المحطمة، وانشغل عيضة الزهراني وخالد المالكي، ومعهما آخرون، بالبحث بين أنقاض الحطام عن أوراق وحاجيات صغيرة تعيد إليهم ملامح ما قبل يوم الأمطار والسيل العاصف. يقول عيضة «فقدنا كل شيء و لم يتبق لنا شيء غير الحزن» . يلتقط المالكي أطراف الحديث ويكمل «هذا المنزل الذي نقف على أطلاله كان يقطنه أربعة أشخاص لفظوا أنفاسهم غرقى، لم يبق في الدار غير ثياب العيد التي لم يروها» ملامح قويزة منسجمة مع الحدث، غابت البسمة وحضرت آثار الحزن والفجيعة والأسى الطويل.