حذر إماما المسجد الحرام والمسجد النبوي، في خطبتي العيد أمس الجمعة «من الساعين إلى تأجيج الفتنة في صفوف المسلمين» و «إظهار الخفيات مما تكنه الصدور من ضغائن، وما تضمره النفوس من أحقاد» تجلت في «أوضح صورها هذه الأيام في تسلل هؤلاء المتسللين، إلى حدود البلاد الجنوبيه بسلاحهم وعتادهم، لمآرب وأغراض جلية تشهد عليها أقوالهم وأعمالهم، وتفصح عنها تحركاتهم، التي تم بفضل الله دحرها، ورد مقترفوها على أعقابهم خائبين». وأفاض إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط في فضح ممارسات هؤلاء الذين نرى بعضهم «يملأ الدنيا ضجيجا بدعاوى الحرص على وحدة الأمة، والحفاظ على مصالحها ورعاية حقوق الأخوة الإسلامية، والسعي إلى التقريب بين المذاهب، وغير ذلك مما نسمعه لكننا لا نرى في أرض الواقع ما يصدق هذه الأقوال من الأفعال، بل نرى العكس من ذلك؛ متجليا ببيانات وتصريحات تدعو إلى كل ما يناقض هذه الدعاوى، ويكذب هذا الحرص ويجهز على المساعي ويقضي عليها بالفشل». مستغربا من أفعال هؤلاء التي تناقض أقوالهم «فأين دعاوى الحرص على الأخوة الإسلامية وما مبلغ صدق مدعيها حين يعمد إلى تحويل هذه الفريضة المباركة -فريضة الحج- عن مسارها وصفتها الصحيحة المبينة بتفصيل دقيق في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إلى أمور مبتدعة لا أصل لها في شريعتنا ولا خير فيها، بل كلها شر وفساد على الأمة وتجاوز ذلك إلى الإخلال بأمن الحج وتعكير صفوه بالسعي إلى نقل الصراعات والانقسامات الداخلية الواقعة في بعض البلاد لتجد لها مكانا عند بيت الله وأكناف حرمه». وخلص خطيب المسجد الحرام إلى التساؤل: «أفيرضى بذلك عقلاء الأمة وعلماؤها؟» من جهته، استنكر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ «الاعتداء على حدود بلاد الحرمين ومحاولة الإفساد في أراضيها والمساس بأمنها». وتساءل آل الشيخ «كيف يتوجه السلاح على أرض هي معقل الإسلام، وكيف تحارب بلد هى القائمة بخدمة ضيوف الرحمن، وكيف يعتدى على بلد اتخذت من نبراس الوحيين نبراسا وضياء ودستورا وحكما؟» مشيرا إلى «أن هذا الاعتداء منكر عظيم وجرم أثيم» مؤكدا في الوقت ذاته أن «المسؤولية الشرعية تلقى على العالم الإسلامي الوقوف إلى جانب هذه البلاد والوقوف ضد المعتدين الظالمين وواجب على أهل هذه البلاد ككل الحفاظ على أمنها والوقوف مع قادتهم بكل ما هو ممكن». وقال خطيب المسجد النبوي «إنه واجب على من أنعم الله عليه بالانطواء تحت لواء علم الشريعة يحرص على أن يكون مفتاحا للخيرات ومغلاقا للشرور والويلات» محذرا على «أن أعظم ضرر على الدين الإسلامي تلك الفتاوى التي تخرج لا من علم رصين ولا تحقيق مبين». مخاطبا في السياق نفسه أهل الإعلام بأن «القلم أمانة عظيمة يفنى صاحبه ويبقى على مدى الدهر ما سطره قلمه».