** إلى الشيوخ والشباب والأطفال، نساء ورجالا، في مخيمات الإيواء في منطقة جازان، كل القلوب معكم وكل المشاعر تؤازركم وتدعو لكم بالعودة في أسرع وقت.. الكل يعي أن خيمة أو حتى شقة فاخرة لا تقارن ببيت الإنسان مهما تواضع، الكل يعرف أن قلوبكم معلقة بمنابت حياتكم وجذوركم المتأصلة في المكان والزمان، ولكنها محنة لن تطول وستزول قريبا بإذن الله.. ** إلى جنودنا البواسل على حافة القلب الجنوبية: حين يأتي العيد وأنتم تدافعون في جبهة الشرف والعز والشموخ فإنكم الذين تجعلون كل أيامنا أعيادنا حين تحمون الوطن من العابثين والمتهورين.. أنتم الذين تخفق قلوبنا لكم بالحب، وتدعو بالنصر المؤزر.. نعرف أن لكم أسرا كانت تتمنى لو كنتم بينها للحظات خلال العيد، ولكن ثقوا بأنهم وإن افتقدوكم فإنكم أكاليل الغار على رؤوسهم ورؤوسنا.. ** إلى المزايدين الذين لا يخجلون من مزايداتهم حتى في أدق الظروف التي يمر بها الوطن.. إلى أصحاب البيانات التي بدأت تتوالى مدعية أنها تعبر عن مواقف وطنية حول ما يجري في حدودنا الجنوبية.. إلى هؤلاء الذين لا تبرز وطنيتهم إلا للمزايدة والتصفيات والمكاسب المعنوية.. إلى الذين «يتكتكون» على حساب الوطن، نقول: عار عليكم أن تفعلوا ما تفعلونه الآن.. الحدود والنازحون والمخيمات والوطن وجنوده لن يستفيدوا من هرائكم الذي لم يعد ينطلي على أي عاقل.. إنكم تشعلون الفتن في وقت خطير وتمارسون لعبة مؤذية في وقت نحتاج فيه إلى مواطنة حقة تسمو فوق مزايدات الطائفية والمذهبية والمناطقية والقبلية والأيديولوجيا وغيرها مما يحتويه قاموس التصنيفات.. كفوا عما تفعلون إذا كنتم صادقين في حب الوطن.. ** إلى مئات الشابات والشبان في منطقة جازان الذين يقومون هذه الأيام بعمل اجتماعي تطوعي أسطوري: نعرف أنكم لا تبحثون عن التلميع والشهرة، ولا تزايدون على شيء فيما تقومون به من واجب إنساني تجاه أخواتكم وإخوانكم المشردين من منازلهم.. أنتم تقومون بهذا الواجب لأن الحس الإنساني قبل الوطني ارتقى فيكم إلى أعلى منزلة وأرفع درجة، فجعلكم تفعلون ما تفعلونه بشكل عفوي.. تأكدوا أن التأريخ المنصف لن ينساكم، وأن وطنا فيه أمثالكم لا يخشى عليه.. ** إلى بعض فاعلي الخير الذين يمثلون أنفسهم أو جهات ومؤسسات خيرية: نرجوكم غاية الرجاء أن ترتفع إنسانيتكم قليلا وأنتم تزورون النازحين في مخيمات الإيواء. لابد أن تعرفوا أنهم مواطنات ومواطنون وليسوا من مجاهل أفريقيا أو أدغال آسيا. إن لهم دولة قادرة على حفظ كرامتهم، ولهم مجتمع قادر على مؤازرتهم أفضل بكثير من مساعداتكم التي تتم تحت فلاشات الكاميرات بشكل مقزز.. اذهبوا عنا بعيدا، لسنا بحاجتكم وأنتم بهذه الصورة.. [email protected]