بالرغم من تحذيرات منظمة الصحة العالمية، لكبار السن والأطفال بتأجيل أداء مناسك الحج للعام المقبل، إلا أن عددا من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم العاشرة، رافقوا أسرهم دون تردد وتوجهوا والإصرار يحدوهم إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، لأداء مناسك الحج بلا خوف من الإصابة بمرض انفلونزا الخنازير، ودون التفات للتحذيرات العديدة التي أطلقتها المنظمة سابقاً للحد من انتشار المرض. وفيما ظل الحجاج ينهون إجراءات دخولهم، انشغلت الطفلة عائشة ذات الستة أعوام باللهو واللعب في أرجاء صالة الحجاج منذ وصول الطائرة التي أقلتها وأسرتها من باكستان إلى مطار جدة، معبرة عن الفرحة الغامرة التي في داخلها لرؤية مكةالمكرمة. فرحة الطفلة الغامرة بحضورها مع والديها لتأدية مناسك الحج، سبقتها الدموع التي انهمرت على خديها حين علمت بنية والديها في التوجه إلى مكةالمكرمة للحج دونها، فما كان من والديها سوى الرضوخ أمام طلبها بمشاركة ملايين المسلمين فرحة العيد في مكة. ولم يتخوف محمد عامر، من القدوم بطفله عصام الذي لم يتجاوز عمره الخمسة أعوام من سورية إلى مكةالمكرمة، وعبر عن فرحته وهو يعيش اللحظات الإيمانية التي لا تنسى بين ملايين المسلمين في المشاعر المقدسة وجواره طفله. يقول محمد « عندما قررت أخذ طفلي والتوجه لأداء مناسك الحج حرصت على التطعيم ضد انفلونزا الخنازير اتقاء للإصابة من المرض» ، وأضاف أن مرض انفلونزا الخنازير لن يعيقني ووالدي عن الحج نهائياً. وبالرغم من إصابة عبد القادر محمود - 80 عاما - بمرض السكري والقلب، إلا أن ذلك لم يمنعه القدوم من الجزائر لأداء الحج لوالدته التي توفيت قبل عام تقريباً. عواطف خالد - 73 عاماً - تقول: «بالرغم من إعاقتي وتنقلي على كرسي متحرك جراء معاناتي من آلام في الظهر بعد أن أجريت عملية جراحية، إلا أنني أصررت على القدوم من لبنان برفقة شقيقي لأداء مناسك الحج هذا العام». وأضافت « منذ طفولتي وأنا أحلم بأداء الحج ولن تثنيني تحذيرات المنظمة العالمية عن الحج هذا العام» . وباع محمد عليم الرحمن - 58 عاماً - محاصيله الزراعية في وطنه الهند واستطاع أخيرا ً مرافقة والديه اللذين تجاوزت أعمارهما التسعين عاماً إلى مكةالمكرمة لأداء الحج، ويضيف « اضطررت إلى جمع النقود لأربعة شهور لتحقيق حلم والدي وأمنيتهما بأداء الحج قبل وفاتهما».