ودع متطوعون في مقتبل العمر (ينتمون إلى جمعية أصدقاء البيئة) أسرهم واتخذوا من مخيم اللاجئين في أحد المسارحة مقصدا لهم لمساعدة النازحين، رافضين التمتع بإجازة الحج في سبيل خدمة وطنهم على حد تعبيرهم. ويصفهم العاملون في المخيم بأنهم جنود مجهولون يقع على عاتقهم كل ما يتعلق بالنازحين من تقديم المأكل والماء والمسكن وكل الاحتياجات. وأمضى محمد البيشي التابع لمجمع مدارس الجدة أكثر من عشرة أيام وهو يعمل مع أصدقائه في المخيم لخدمة النازحين وأبنائهم، فيما لا يتواصل مع أسرته إلا عبر الهاتف، لكنه يصر على العمل حتى «ننزع آخر خيمة في هذا المركز». ويشاطره زميله صالح عقيلي القول إنه لم يجتمع بأسرته منذ 12 يوما، ومع ذلك لا تتملكه الرغبة في ترك عمله رغم صغر سنه، ويقول: لن أذهب إلى منزل أسرتي حتى نزيل آخر خيمة للنازحين ونطمئن على عودتهم إلى ديارهم، موضحا أنهم ليسوا أفضل من الجنود الذين يحملون السلاح على الجبهة.