لا يمكن لأي متابع «عادي» أن يفوت رمزية ومعنى اختيار مجلة (فوربس) الأمريكية الشهيرة والأبرز بين وسائل الإعلام المتخصصة في العالم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كأحد أكثر 10 شخصيات نفوذا في العالم، كون هذه القائمة تعد الأكثر شهرة في العالم ويجري اختيارها بصدقية تامة وجاءت من مؤسسة عالمية عرفت بالدقة والتخصص وتهتم بالدرجة الأولى بإحصاء ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم وأهم ما تعمل عليه هو توفير المعلومات المالية والاقتصادية ورصد أداء أعلام العالم كل عام. وتمتلك 7 نسخ بلغات مختلفة. إن هذا الاختيار صادف أهله، وجاء نتيجة التأثير الكبير والملموس لخادم الحرمين الشريفين الذي استطاع خلال فترة وجيزة امتدت منذ ولايته في عام 2005م حتى الآن أن يُحدث تأثيرا في عدد مهم من القضايا العالمية والإقليمية إلى جانب حنكته وشفافيته في التعامل مع القضايا العربية، خاصة محور الصراع العربي الإسرائيلي في المحافل الدولية وإقرارا بجهوده في خدمة السلام والأمن العالمي بالإضافة إلى تكريسه لمبدأ حوار الأديان العالمي غير المسبوق. وعلى المستوى الشخصي، فإن خادم الحرمين الشريفين يعتبر من الشخصيات النادرة في التأثير العالمي مقارنة بنظرائه من قادة العالم. والمتابع لشخصية الملك القائد المصلح يجد بوضوح قربه من قلوب الناس لحبة للخير لهم ولحفظة جناب العدل بينهم، الذين بادلوه محبتهم لما قدمه شخصيا أو عبر المؤسسات الرسمية للكثير من الشعوب في العالمين العربي والإسلامي وفي المحافل الدولية وحرصه على وضع النقاط على الحروف بصدق والبعد عن المجاملات والدخول في صلب القضايا، وتبرز هنا عدد من المواقف التي تجسد ما تحمله شخصية الملك عبد الله لعل أبرزها طرحه للمبادرة العربية للسلام بهدف إقرار السلام العادل في الشرق الأوسط وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، حيث حملت طريقة الطرح قدرا كبيرا من الشجاعة، وهنالك أيضا مبادرته لحوار الأديان التي لاقت بعدا عالميا غير مسبوق، وأيضا إنسانيته المطلقة في التوجيهات والمتابعة والتكفل بإجراء عشرات عمليات فصل لتوائم سياميين من مختلف الأديان والأوطان والأجناس، ويصعب جدا حصر ما قدمه الملك عبد الله بن عبد العزيز للإنسانية جمعاء، ولتكن المملكة بحق مملكة الإنسانية يقودها ملك الإنسانية. إن تواجد خادم الحرمين الشريفين في تصنيف (فوربس) بين قائمة أبرز الشخصيات عالميا لم يأت بجديد لعارفيه ولا لكثير من الشعوب على مستوى قارات العالم، فالمعروف أن الملك عبد الله بن عبدالعزيز يتمتع بمثل هذه المكانة لديهم لزعامته المميزة وقراراته الحكيمة والسديدة ودبلوماسيته الهادئة الرزينة على مدى كل سنوات قيادته. أما على المستوى الداخلي، فإن الحراك التطويري الواسع الذي أحدثه الملك عبد الله على كافة المستويات يظل شاهدا على قدرته الفائقة في مجارات التحولات الخارجية وضرورة وضعها في جدول أعمال إدارة الملفات الداخلية إلى جانب شخصيته النافذة والمؤثرة التي تتمتع بكاريزما قوية انطبعت لدى مواطنيه وانعكست حبا وتقديرا متبادلا بين القائد والرعية، وهل يمكن لأي شخص أن يتحدث عن شخصية الملك «الوالد» عبد الله حفظه الله وسدد للخير خطاه او يقيّمها بعيدا عن مواقفه وشجاعته، ومنها فتح منافذ الحوار الداخلي بين أبناء الشعب السعودي إلى جانب حركة الإصلاح والتطوير الواسعة التي قادها بنفسه في ملفات التعليم والقضاء والاقتصاد والتنمية وإدارة معركة الحرب على الإرهاب. إن اختيار مجلة (فوربس) العالمية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله- يُعد «حقا» يعكس اعترافا لشيء من جهود الملك المفدى المستمرة في خدمة قضايا بلده وأمته والإنسانية، وكذا العمل على إقرار السلام والحوار ونبذ العنف والكراهية وتبني مبادرات محلية وإقليمية وعالمية في هذا الصدد.. إن هذا الاختيار لا يمثل أي جديد أو مفاجأة لأي شخص وجاء عادلا وذهب لمن يستحق أكثر. د.حمد بن محمد آل الشيخ وكيل جامعة الملك سعود للتطوير والجودة