إن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - من قبل مجلة فوربس الشهيرة ضمن قائمتها للأشخاص الأكثر نفوذا وتأثيرا في العالم لهذا العام، ومن ثم تصدره قائمة الشخصيات الأكثر تأثيراً عربياً وإسلامياً والتي انفردت "الرياض" بنشره الثلاثاء الماضي، أمر ليس بالمستغرب، فهو يأتي تأكيداً لأهمية إنجازات ومبادرات خادم الحرمين وما يبذله من جهود حثيثة لدعم القضايا العربية والإسلامية والإنسانية، ويتميز هذان الاختياران بخصوصية وأهمية عالية، فمجلة فوربس الاقتصادية المتخصصة التي تعنى بالدرجة الأولى بإحصاء الثروات ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم. وتوفير المعلومات المالية والاقتصادية، تتسم قراراتها واستطلاعاتها بالدقة والعلمية، ناهيك عن أنها تصدر بأكثر من لغة مما يعطيها المزيد من الأهمية والشهرة، ووفق اختيار (فوربس) ل 67 شخصية من مجموع كوكب الأرض الذي يبلغ 6.7 مليارات نسمة حيث قامت المجلة بالاختيار على أساس أن يتم اختيار شخصية واحدة لكل 100 مليون نسمة. وبعد تقييم مجلة فوربس الأمريكية، يتصدر - حفظه الله - من جديد قائمة 500 شخصية مسلمة الأكثر تأثيرا في العالمين العربي والإسلامي، في دراسة أشرف عليها مختصون وباحثون دوليون على رأسهم البروفسور جون أسبوزيتو بالتعاون مع البروفيسور إبراهيم كالن، وصدر الكتاب باللغة الإنجليزية في 202 صفحة، عن المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية في الأردن بالتعاون مع مركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي – جامعة جورج تاون. ولذلك فإن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باعتباره من الأشخاص الأكثر أهمية ونفوذاً في العالم، يعني أن خادم الحرمين يعد بحق أحد أقطاب السياسة ليس في هذه المنطقة ولكن على مستوى العالم، ناهيك عن الدور الريادي الكبير الذي تلعبه المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، وما يمثله ثقلها العربي والإسلامي من حضور طاغ على الساحة الدولية، وفي كل محافلها، كما أنه يتسم بروح من الشجاعة والحكمة أهلته للتربع في مكان القادة القلائل في العالم الذين يصغى إليهم ويسمع لآرائهم باهتمام شديد، خاصة وأنه مشهود له بصواب الرأي وبعد النظر والحكمة في المواقف الصعبة، بالإضافة إلى الثقل الاقتصادي البارز الذي تتميز به المملكة. وعلى مدى عشرات السنين لعبت المملكة العربية السعودية دور الريادة في الكثير من الأحداث التي عصفت بالمنطقة، كما أن دورها برز بوضوح ولا سيما في السنوات القليلة الماضية، من خلال احتضانها لأكثر من مؤتمر تصالحي عربي, ولا سيما معالجة الأزمات التي شهدتها الساحة اللبنانية والفلسطينية والعراقية والسودانية والصومالية، زد على ذلك السياسة الواقعية والحكيمة التي ينتهجها - حفظه الله - في معالجة الكثير من الأزمات، كما أن المملكة كانت على الدوام الأسرع في إغاثة الشعوب المنكوبة ومساعدتها، انطلاقاً من عقيدتها الإسلامية والأخلاق العربية التي تعد الموجه الأكبر لسياسة المملكة وحكومتها الرشيدة، التي أثبتت نجاحها في كل الميادين، كما أن الروح التصالحية التي يتسم بها خادم الحرمين الشريفين ونظرته باحترام إلى الآخرين هي التي دفعته لطرح مبادرته الشهيرة حول حوار الأديان ، تلك المبادرة التي أعطت لخادم الحرمين ثقلاً عالميا بين شعوب الأرض كافة باعتباره يدعو إلى التسامح والحوار بدلاً من الحروب ولغة القتل والدمار، مما أكسبه احترام وتقدير العالم بأسره، ففي كلمته التي ألقاها في مستهل منتدى "حوار الأديان" الذي استضافته الأممالمتحدة في الثاني عشر من نوفمبر العام الماضي أكد أنه على مر التاريخ، أدت الصراعات على القضايا الدينية والثقافية إلى حالة من عدم التسامح "وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة". وأضاف "إن الإنسان نظير الإنسان وشريكه على هذا الكوكب، فإما أن يعيشا معا في سلام وصفاء، وإما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية". هذه الرؤية السديدة، والتي تضيف إضافة نوعية مميزة للثقل السعودي الاقتصادي والسياسي على الساحات الدولية المختلفة، جعلت من خادم الحرمين الشخصية الأكثر جدارة لتبوء موقعه من بين الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم. * المدير الإقليمي لمكتب دبي