لا يزال التوتر المصري الجزائري قائما بعد الأحداث التي أعقبت الجولة الفاصلة التي جمعت المنتخبين في السودان وتأهل على إثرها الجزائر إلى نهائيات كأس العالم، وأسفرت التظاهرات الجماهيرية المصرية التي جرت أمام السفارة الجزائرية في القاهرة عن إصابة 11 ضابطا و24 فردا من الشرطة، عندما ألقى متظاهرون الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الأمن. وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان: إن «مجموعات من المواطنين حاولت التوجه إلى مقر السفارة الجزائرية في منطقة الزمالك إعرابا عن غضبهم واستنكارهم للأحداث المؤسفة التي أقدم عليها عدد من مشجعي فريق الجزائر خلال مباراتي القاهرة والخرطوم». بدورها أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن الجزائر استدعت أمس سفير مصر في الجزائر، وأعربت له عن «استغرابها وقلقها الشديد» من «التصعيد» في الحملة الإعلامية في مصر. وأضاف البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أن وزير الخارجية مراد مدلسي كلف سفير مصر «إبلاغ سلطات بلاده استغراب السلطات الجزائرية وقلقها الشديد من تصعيد الحملة الإعلامية» في مصر، في حين أعلن الدفاع المدني عن مصرع 14 شخصا وإصابة 254 آخرين بجروح في حوادث سير على طرقات الجزائر خلال تظاهرات الفرح التي تلت تأهل المنتخب إلى المونديال للمرة الثالثة في تاريخه. من جهته، وصف علاء مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك أحداث العنف التي أعقبت المباراة التي جرت بين مصر والجزائر في السودان الأربعاء بأنها «إرهاب»، واصفا المشجعين الجزائريين بأنهم «جماعات مرتزقة»، في حين أصيب 35 من قوات الشرطة في تظاهرة أمام السفارة الجزائرية في القاهرة وسط توتر بين البلدين. من جانبه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المصريين والجزائريين إلى الهدوء بعد التوتر الذي نجم عن مواجهتي منتخبيهما. وقال موسى على هامش افتتاح مؤتمر في دبي ينظمه المنتدى الاقتصادي العالمي: «أدعو إلى الهدوء ووضع الأمور في حدودها وفي إطارها». وهدد الاتحاد المصري لكرة القدم بوقف النشاط الرياضي لمدة عامين على الأقل «احتجاجا على ما حدث من اعتداء على الجماهير المصرية الرياضية ولاعبيها ومسؤوليها في السودان في حالة عدم تدخل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بشكل صارم». على صعيد آخر، تنفس المصريون والجزائريون الصعداء بعد أن جنبتهم قرعة أمم أفريقيا من مواجهة بعضهم، عقب أن حل المنتخب المصري في المجموعة الثالثة مع نيجيريا وموزنبيق وبنين، في حين جاءت الجزائر في المجموعة الأولى مع المضيف أنجولا ومالي ومالاوي.