بعض الناس يريد التخلص من حجه أو عمرته بأية طريقة، فيترك بعض الواجبات ويرتكب بعض محظورات الإحرام، ويزعم أنه يكفيه تقديم فدية بدلا من ذلك، حتى وصل الأمر ببعضهم أنه يبدأ حجه مساء يوم عرفة وينتهي منه ضحى يوم النحر، ويعود إلى دياره في اليوم نفسه، وقد ترك كثيرا من الواجبات وارتكب كثيرا من المحظورات، وقال: فديت عنها. وبعض الناس لا يقتصر تفريطه وعدم تعظيمه للشعائر والمشاعر على ترك بعض واجبات الحج أو ارتكاب بعض محظورات الإحرام، بل تجده لا يقدر الشعائر والمشاعر قدرها، ولا يوليها حقها من التعظيم والمهابة فيرتكب المحرمات التي لا يجوز ارتكابها في أي مكان وزمان، فضلا عن حرم الله والأشهر الحرم، فتجده يظلم الناس بالغش في البيع والشراء والإجارة، وبالإيذاء الجسدي والنفسي لمن حوله، وتجد بعضهم يرتكب بعض الكبائر من سرقة ونشل وغيرهما، وبعضهم ينتهك حرمة الشعائر والمشاعر بتدنيسها وإلقاء مخلفاته فيها كيفما اتفق، وعرقلة سير الحجاج والمعتمرين فيها، ومخالفة أنظمة السير ونحوها. إن لتعظيم شعائر الله والمشاعر المقدسة أثرا عظيما جدا على سلامة الحج والحجاج، بل نكاد نجزم بأن السلامة في الحج لا تحصل إلا باستشعار عظمة هذه الشعائر، وتقوى الله حيالها، وأن ما يحصل للحجاج من حرج ومشقة، وللحج من صعوبة إنما يكون تقصير الحجاج أنفسهم والقائمين على شؤونهم في تعظيم تلك الشعائر والمشاعر أو الغلو فيها. د. علي عباس الحكمي عضو المجلس الأعلى للقضاء، عضو هيئة كبار العلماء