دعا مجمع الفقه الإسلامي الدولي الحجاج، التحلي بآداب الحج، وممارسة سلوكه، وتجنب المحاذير والفتن أثناء تأدية المناسك، وتعظيم حرماته وشعائره (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)، (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). إلى ذلك أكد الأمين العام للمجمع الدكتور أحمد خالد بابكر، أن تعظيم شعائره تكمن في عدم مزج أعمال الحج المشروعة بغيرها، واستغلاله بما ليس منه، «فكل هذا عبث، ودفع للحجاج إلى أعمال وأفعال لم ترد في كتاب الله، ولا نقلت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم يفعلها سلف الأمة من الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم، وإنما هي بدع منكرة مضلة، تبطن الإساءة إلى أمن الحرم، والحج، والحجاج، وتصرفهم عن أداء المناسك في أمن وطمأنينة، وتعكر صفو الحج، وتصرفه عما شرع من أجله، وتجعله بعيدا عن قدسيته، وروحانيته، وتزعج ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات ليذكروا اسم الله في أيام معلومات، وتشوش عليهم». وأضاف الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي: ينبغي أن يحرص كل حاج على أن يكون عونا لغيره من الحجاج على تيسير أدائه مناسكه، وأفضل ما يحقق ذلك هو التقيد بالأنظمة، واتباع التعليمات، والاسترشاد بالتوجيهات التي يتوجه بها القائمون على تنظيم الحج، وكذلك الاهتداء باللوحات الإرشادية التي لم توضع إلا من أجل حفظ النظام الذي يراعي مصلحة الجميع. وأكد الأمين العام للمجمع الدكتور أحمد خالد بابكر في بيان صادر عن المجمع، أن على الحاج احترام قدسية الأماكن الطاهرة، والمشاعر المقدسة، حيث ميز الله مكةالمكرمة بالأمن والأمان للإنسان والطير دون بقاع الأرض (فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا). وأوضح الدكتور بابكر، أن الله تعالى زيادة في تعظيم شأن الحرم تكفل عز وجل بحفظه ومعاقبة كل من يحاول الاعتداء على أمنه، وأمن أهله وقاصديه، وضاعف سبحانه فيه الحسنات، وحاسب فيه على مجرد إرادة السيئات (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد، ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها فإذا ضيعوا ذلك هلكوا). وقال بابكر: على الحاج أن يحذر كل الحذر في هذه الديار المقدسة من ارتكاب أي محظور ينقص من أجره ويوهن حجه، ليحظى بنبل الغفران الذي ورد في قوله صلى الله عليه وسلم (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، وعليه أن يستجيب لأمر الله عز وجل (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). وأوضح الأمين العام للمجمع، أن المراد بالفسوق الخروج عن حدود الشرع بارتكاب أي فعل محظور، أما الجدال فهو ما كان يجري في زمن الجاهلية بين القبائل من التنازع والتفاخر والتنابز بالألقاب، والتمادي والتخاصم، وتدخل فيها المناقشات التي تؤدي إلى التلاسن، مشيرا إلى أن الغاية من التحذير والنهي عن الفسوق والجدال هي تعظيم شعائر الله وحرماته، والوقوف عند حدوده، والحرص على توفير الجو الآمن في المشاعر المقدسة، ومن توحيد الله عز وجل وتعظيمه. ورفع الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي، شكره وتقديره إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، التي سخرت كل إمكاناتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، داعيا الله أن يجزيهم خير الجزاء، ويبارك في جهودهم، ويوفقهم لكل ما فيه تيسير أمور الحج.