تنظر أم تركي (36 عاما) إلى نفسها على أنها نموذج «ناضج»، في العلاقة مع ضرتها أم أحمد (35 عاما)، كونها قبلت التواجد معها داخل خيمة واحدة، في مخيم النازحين في أحد المسارحة دون أي صدام أو حتى خلاف بسيط، وأكدت أم تركي ل «عكاظ» التي التقتها في الخيمة، أنها تجسد بموقفها (إيجاد وئام مع ضرتها)، حالة التضامن الوطني، وضرورة الترفع على المشاكل الصغيرة. عشرات الخيام في مركز إيواء النازحين تشهد مثل حالة أم تركي، إذ أجبرت ظروف المعيشة في المخيم الأزواج على جمع الزوجتين الأولى والثانية في مكان واحد وهو ما لم يكن قبل النزوح، فيما يؤكد بعض الأزواج أنهم أرسلوا زوجاتهم إلى خيام آبائهن للخروج من المأزق ومنعا من حدوث مشاحنات. تقول أم تركي ل«عكاظ»: قبل النزوح إلى المخيم، كنت سيدة المنزل ومدبرته في حال غاب أبي تركي، وكنت وضرتي نعيش حالة هدوء واتفاق في منزل واحد، مشيرة إلى أن لديها ستة أطفال ولضرتها نفس عدد الأولاد. وتتابع: بعد نزوحنا أصبحنا أكثر تلاحما وتعاطفا مما مضى، إذ نقضي الوقت معا وأبناؤنا لا يريدون الافتراق عن بعضهم، ولذلك نحاول الحفاظ على حالة السلم التي نعيشها. وتلفت أم تركي إلى أن لديها ابن عم وتنغص زوجاته الثلاث حياته، وأن خلافاتهن لم تنته حتى بعد النزوح إلى المخيم، ما جعل زوجها أبا تركي يدرك نعمة الهدنة الحالية بينها وبين ضرتها أم أحمد. وهنا يعلق أبو تركي (ضاحكا)، أن الهدنة ليست في مصلحته، وأنه يفتقد أجواء المشاحنات والتنافس القديم على إرضائه، معتبرا نفسه أكبر المتضررين من حالة السلم الحالية بين زوجتيه. ويؤكد محمد علي (زوج لامرأتين ولديه 12 ولدا وبنتا): إن زوج الضرتين هو الخاسر الأكبر في حال تصالحهما، موضحا أن حربهما لجذبه كل واحدة إلى جانبها خفت كثيرا منذ الدخول في المخيم، وحربهما وضعت أوزارها بشكل لم يكن يتوقعه، لكنه في الوقت نفسه يدعو الله أن يستمر الحال بهذا الوئام بعد الخروج من المخيم. ويلفت إلى أن التشارك في خيمة واحدة هو أهم مبررات الصلح القائم، رغم وجود مناوشات لكنها تحدث بين الأخوة فما بالك بين زوجتين تحاولان امتلاك قلب رجل واحد. من خيمة أخرى، تجد السيدة عذبة خبراتي وضرتها هندية بنت حسين أنهما ملزمتان بإيجاد حالة وئام بينهما، كونهما تعولان 17 فردا في ظل غياب زوجهما. وأجمعتا ل «عكاظ» على أنهما بهذا التعاون تعينان أولادهما على متابعة حياتهم بهدوء خصوصا وأن مصالحهم جميعا واحدة. وقالت إنها تدافع عن حقوق ضرتها بنفس القوة التي تدافع فيها عن حقوقها هي.