"الراجل دة هيجنني، طيّر مفاتيح عقلي مني، يجي رمضان، وخناقه يزيد، عايز طبّاخة سكة حديد" هذه الكلمات جزء من دويتو للمطربة صباح والممثل الراحل فؤاد المهندس، ربما تحاكي ما يدور حاليا بين بعض الأزواج كل يوم في رمضان، حيث يزداد توترهم خلال أيام الشهر، مما يتسبب في نشوب خلافات بينهم وزوجاتهم. فتشتكي بعض الزوجات من عصبية أزواجهن غير المبررة، فمنهم من تثيره نوعية الطعام الذي تعده زوجته دائما طوال السنة، وآخر الضجة التي يحدثها الأطفال أو طريقة ترتيب البيت، ومنهم من يبحث على أي سبب ليفتعل مشكلة قد تنتهي بمغادرة الزوجة إلى بيت أهلها، وربما لا تعود منه نهائيا. وتتحاشى النساء عصبية أزواجهن في شهر رمضان الناتجة عن ترك الدخان، أو المنبهات بسبب الصيام، مما يزيد العبء على عاتقهن، فيحرص بعضهن على إعداد الطبخات والحلويات التي يحبها أزواجهن، كما يوفرن جوا من الهدوء لهم حتى يستطيعوا النوم والراحة بحجة أنهم صائمون. وتتسبب هذه المشكلة في إضفاء جو من التوتر وعدم الراحة والقدرة على متابعة العبادات، حيث تشير أم فهد إلى أن زوجها يزداد توترا وعصبية في نهار رمضان، مرجعة ذلك إلى أنه مدخن، مؤكدة أن أجواء البيت لا تساعد على أداء العبادات، مفيدة بأنها تحاول الابتعاد قدر المستطاع عن المكان الذي يجلس فيه بعد عودته من العمل، مبينة أنه غالبا ما يفتعل المشاكل، وإن لم يجد شيئا صب جام غضبه على الأطفال. فيما توضح أم سلطان أن مشكلتها مع زوجها أكثر غرابة، مشيرة إلى بلوغ الأمر بينهما إلى حد طلب الانفصال، ذاكرة أنه يصر على دخول المطبخ لإعداد الوجبات التي كانت تعدها له والدته كالجريش والشوربة الحب وفطائر على ساج الفرن، واتهامه لها بأنها لا تجيد طهيها، مشيرة إلى تركه جميع أدوات المطبخ في حالة مزرية، مما يتسبب في نشوب الخلاف بينهما. وتؤكد أم سعود أن زوجها يزداد عصبية في رمضان، مرجعة ذلك إلى قلة صبره، وعدم تحمله للصيام، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة هذا العام، مشيرة إلى أن أولاده يخشونه طيلة الشهر، ويبتعدون عن الأماكن التي يوجد فيها. وتقول أم جهاد إحدى ضحايا عصبية الأزواج في رمضان، إنها أنهت حياتها الزوجية بعد مرور أربعة سنوات، وتكرار سيناريو ما يحدث كل عام من زوجها، مبينة أنها كانت تتعرض لإهانته، بل قد يصل الأمر للضرب، مما جعل استمرار الحياة معه مستحيلا. وترى المستشارة القانونية في لجنة إصلاح ذات البين في مكةالمكرمة رويدا صديقي أن شهر رمضان شهر فضيل، وله روحانيات رائعة، مشيرة إلى أهمية عيش كل أسرة في وئام وسلام بعيدا عن الشجار والتشاحن. وأكدت استقبال اللجنة لعدد كبير من الحالات والاستفسارات، ومنها امتناع الأزواج عن زيادة مصروف البيت، وعدم قناعة البعض بما تقدمه الزوجة، إلى جانب حالات تعدي بالضرب على الزوجة، لافتة إلى أن بعض الحالات التي لم يفلح تدخل اللجنة في الصلح فيها ستحل قضائيا بعد إجازة العيد، ذاكرة أن منها حالة لأسرة مكونة من عدد كبير من الفتيات ووالدهن مدمن مخدرات. وتشير الاختصاصية في علم الاجتماع غادة طلحة إلى أن لشهر الصوم حرمة يجب أن يلتزم بها الزوجان، وأن يتجاوز كل منهما أي مشكلات تطرأ بينهما، مشددة على أهمية الابتعاد عن المشاحنات والمشاجرات التي قد تعصف بالحياة الزوجية، وذلك باستخدام الحكمة في التعامل فيما بينهما، مشيرة إلى أن صبر الزوجات صمام أمان لمواجهة عصبية الأزواج.