«بأية حالٍ عدت يا عيد»... يقرأ المتجول صباح أول أيام العيد في مخيم أحد المسارحة للإيواء هذه العبارة في وجوه النازحين والزائرين وحتى رجال الأمن. سواء جاء معنى العبارة إيجابياً أو سلبياً، فستجد وجوه النازحين مقسمة بين المعنيين، فعلى رغم معايدة الأهالي لبعضهم وتقديم الإفطار الجماعي وتوزيع الهدايا والعيدية للأطفال، إلا ان ذلك لم يخفف على النازحات اللاتي تجاهلن مظاهر العيد، منتظرات ومترقبات بشائر النصر والعودة لديارهن. وأبدت أم بشائر ل «الحياة»، «تفاؤلها ويقينها بأن النصر حليف الحق، «والجيش السعودي على حق، لهذا أسميت ابنتي بشائر التي تعيّد عيدها الأول في خيمة بمركز الإيواء». لكن ذلك لم يمنع أم بشائر من تفريغ جزء من وقتها لتجهيز أضحية العيد في طريقها لقدر «الحميس»، مؤكدة انها لن تسمح للمسلحين أن ينتزعوا فرحة العيد من أطفالها. وتوافقها الرأي فاطمة الخميسي التي تقول إن هذا العيد أتى على أصوات المدافع وحتى الصغار يشعرون أنه مختلف، فسكان المخيم يخشون المجهول ووضعنا كنساء ترقب وانتظار من داخل الخيام، فلا يوجد شيء نعمله من مظاهر العيد مثل الذبيحة وطقوسها التي لم نشهدها للمرة الأولى حياتنا لمنع الطبخ في المخيم خشية الحرائق، فتكفلت «ضرتي» بالقيام بكل واجبات العيد والذبيحة وإعداد «الحميس» الذي يعد الطبق السنوي، فهي تقوم الآن بطبخه في مكان بعيد عن المخيم». وأجمعت عدد من فتيات المخيم على رأي «فاطمة الخميسي»، إلا أن ذلك لم يمنعهن كفتيات من أن يلبسن أجمل ما لديهن، حتى لو لم يغادرن الخيام فهو عيد كما يقولون.