منذ أن ظهرت الثروة النفطية السعودية على الوجود وهي محط الأنظار، والشغل الشاغل للكثير من حولنا سواء بعض الأصدقاء أو حتى الأعداء! كلهم يختلفون لكن يتفقون في التركيز عليها، وفي التطلع إليها كمن يتطلع إلى دعوة تأتيه لحضور حفل اقتسام نصيبه من الوليمة! يقف ولهانا شاخصا متربصا مترقبا وفي حالة استنفار دائم لو شاركه طماع آخر !! بعضهم يتساءل لماذا تكون هذه الثروة بيد السعوديين وحدهم!! يشككون في استحقاق السعوديين لثروة أعطاهم إياها الله عز وجل لا شريك له مثلما أعطاهم الأنهار والخصب والمياه الجارية، ولم يقل السعوديون لماذا أنتم وليس نحن!! لقد عاش السعوديون حياتهم وقصتهم مع الثروة تطول، وقصتهم مع الأطماع طالت لكن لا أحد ينتبه ويذكر أن القصة مع الفقر كانت أقدم وأطول وأعرق!! وأن السعوديين عندما عرفوا الثروة كانوا قد عرفوا الفقر قبلها وتعايشوا معه وعاشوه حقيقة ليس فيها خيال! كما أن لا أحد ينتبه إلى أن السعوديين يملأون صحفهم يوميا بالحديث عن الفقر والفقراء في نواحيهم ويحاولون ابتكار أكثر من طريقة لمعالجة الفقر المستوطن في بعض البيوت السعودية ولا يريد مفارقتها!! فمثل هذه الموضوعات المنشورة لا تعني الآخرين خارج الحدود بقدر ما يعنيهم أن هذا البلد غني وهناك ثروة في أرضه كمن يسمع بقصة «الكنز» ويريد أن يكون من نصيبه!! وكلما حدث طارئ صغير كان أو كبيرا توهموا أن الثروة السعودية في خطر.. ثم يتصايحون ما مصير السعوديين بعدها؟! من ذلك مثلا ما يجري حاليا على الحدود السعودية في معركتها ضد المتسللين، حيث ظهرت الأصوات نفسها تنذر وتولول أن المعركة ستطول وسوف تهدد الخزينة السعودية!! وأود طمأنتهم وبث الطمأنينة إلى نفوسهم.. لا تخافوا على الخزينة السعودية فهي كالضرع الحلوب خصه الله بالسيول والانهمار! يسقي حتى الجاحدين والناكرين للمعروف ولا ينتظر منهم جزاء ولا شكورا!! بل الأهم من ذلك أن الخزينة السعودية ليست أموالا ولا نقودا، كما أنها ليست نفطا! الخزينة السعودية عقيدة وأرض وأخلاق وإنسان! وهذه نحن السعوديين لا نخاف عليها! وغير قابلة للفناء! لا أقول شعارات اعتاد عليها الإعلام العربي بل أقول مسلمات عبر عنها التاريخ! ولتذكير من يهمهم الأمر خاصة بعض الإعلاميين العرب الذين ينتمي إليهم عبد الباري عطوان أن هذه الدولة قامت على وحدة ألفت بين القلوب، وجمعت بين الأضداد، ولملمت الشتات وحمت الحمى، وصدت الغزاة ولم يكن في خزائنها أموال لا سائلة ولا مجمدة ولا نفط ولا سبائك!! وأن مؤسسها الملك عبد العزيز لم يكن متاجرا بها ولم يكن بين يديه حين بدأ رحلة البطولة الفردية ما ينفقه ليومه فما بالك يقوم بتخزينه! والسعوديون اليوم أبناء أسود الأمس لا يضرنا أن نعود إلى جذورنا وحنيننا دائما وأبدا للقمرا والخيمة والبعير ونستطيع العيش بلا خزائن لكننا لا نستطيع العيش وأرضنا تمس!! والسلام. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة