فيما نحن نقترب من موسم الحج، وفي الوقت الذي تستعد فيه كل الأجهزة الإدارية والأمنية لضبط سير الحج، وتحسبا لأي طارئ، وحرصا من أي وضع يحاول الإخلال بمسار هذه الشعيرة الدينية، وسط كل هذا المشهد المهيب للحج تظل هناك اختراقات وممارسات ينبغي التوقف عندها طويلا للحد من استمرارها وتطورها، والتي تأتي في ظل غياب الوعي وعدم المسؤولية الأخلاقية والدينية والوطنية، وهي اختراقات وممارسات بقدر ما تأتي وفق اجتهادات فردية إلا أنها اجتهادات تضر بالمصلحة العامة والدور الكبير الذي تبذله المملكة في موسم كل حج. ولعل من أبرز هذه الأخطاء والاجتهادات هو كثرة الفتاوى التي تصدر من مجموعة من الدعاة في الحج الذين يقومون بتقديم هذه الفتاوى دون الاستناد على الرؤية الفقهية دون استنباط للأحكام، وهو ما يوقع هؤلاء في الأخطاء التي قد تضر بمن تتجه لهم الفتوى. تصريح وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن استبعاد المفتين المتشددين من حج هذا العام، الذين يقعون في مخالفات، يأتي ليؤكد ضرورة ضبط الفتوى في موسم الحج، ذلك أن بعض الفتاوى تتسم بلغة متشددة، وتتجه في مجملها إلى التضييق على الحجاج دون مراعاة للخلفية الثقافية والدينية والجغرافية والفقهية للحجاج، من هنا تأتي أهمية استبعاد المفتين المتشددين في حج هذا العام حتى لا تتحول مسألة الفتوى إلى فوضى دون وجود مرجعية فقهية، ذلك أن التيسير على الحجاج ووجود لغة متسامحة للفتوى هو ما ينبغي أن يكون وأن يتحقق. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة