قبل عدة سنوات، وبالتحديد قبل خمس سنوات، انطلق قطار الابتعاث لكلا الجنسين بشكل جدي منظم من كافة الجامعات والكليات وعامة المعاهد المعادلة لجامعات المملكة، وتجاوز ذلك بكثير مع ابتعاث الخريجين من طلاب الثانوية مع حداثة أعمارهم وصغر سنهم، وهذه كانت خطوة جيدة، ورغم أن الأغلبية من القادة التربويين كانوا معارضين لابتعاث طلاب الثانوية بالنظر إلى حداثة سنهم، إلا أن الملاحظة الأهم في رأيي هي في دقة اختيار التخصص، حيث تطالعنا الجهات المسؤولة عن الابتعاث بين لحظة وأخرى بإعلان آلاف الأسماء ممن تنطبق عليهم شروط الابتعاث، ويلاحظ من خلال القوائم أن اختيار التخصص المطلوب والنادر لم يعد شرطا أساسيا للابتعاث، بل إن بعض التخصصات التي يتم الابتعاث لدراستها موجودة في جامعاتنا وكلياتنا ومعاهدنا، ويتم تدريسها منذ فترة طويلة، فهناك العديد من المبتعثين بتخصصات متواضعة جدا تم ابتعاثهم مع إمكانية دراستهم داخل جامعاتنا بكل يسر وأقل كلفة، في وقت نحتاج فيه إلى دقة التخصص الذي يجب الابتعاث من أجله، ولذلك تعمد بعض الإدارات إلى رفض استقبال بعض المبتعثين المؤهلين بشهادات عليا، ومع ذلك يستمر الابتعاث على نفس الوتيرة وبأعداد ملفتة للانتباه. من الواجب استغلال نظام الابتعاث بشكل دقيق جدا، وأن لا يتم ابتعاث طالب ما إلا بعد أن يخضع لاختبارات عالية الدقة لا مجال فيها للواسطة والمحسوبية، ويجب أن لا يتم الابتعاث إلا في التخصصات النادرة التي لا توجد في جامعاتنا. عبد الله مكني منسق عام جمعية البيئة في منطقة الباحة