يحلم أحمد الشقيري إذا كان يظن أنه بذهابه إلى اليابان والعودة بلقطات مصورة عن الحياة المثالية التي يعيشها الإنسان الياباني في علاقة توازن بين واجباته وحقوقه في مجتمعه يستطيع أن ينقل هذه المثالية ليجد لها إسقاطا في زاوية من زوايا مجتمعنا!! هؤلاء يا أحمد الذين تكبدت عناء السفر والبقاء في الغربة اليابانية شهرا كاملا لتقدم لهم أنموذجا يقتدون به لن يتغير حالهم حتى لو أخذتهم معك في المرة المقبلة وبقوا في اليابان 50 سنة لا شهرا واحدا!! المشكلة عندنا يا عزيزي ليست في غياب ثقافة احترام القوانين والبروتوكولات التي تحكم العلاقات الإنسانية في المجتمع بل في ازدواجيتها، فأغلب من يسافرون إلى الخارج ويحتكون بثقافات وعادات ومثاليات المجتمعات المتقدمة تجدهم في البلدان الأخرى أكثر الناس التزاما بالأنظمة والقوانين واحتراما لحقوق الآخرين، لكنهم عند العودة لا يعودون للوطن وحده وإنما يعودون لمخالفة أنظمته وقوانينه والدوس على حقوق الآخرين، وكأنهم مصابون بحالة انفصام في الشخصية لا ينال الوطن منها غير الجانب السلبي!! حتى عندما يحترمون قوانين الآخرين في بلدانهم فإنهم يمارسون نفاقا لأنه احترام لا ينبع من الذات والقناعة الشخصية بقدر ما هو احترام يدفعه الخوف من أنظمة بلد لا يملكون فيه مفاتيح الواسطة والمحسوبية!! حلقاتك يا أحمد مثل «القربة المقطوعة» لم ولن تغير شيئا في واقعنا ولكنها ستزيدنا حسرة على واقع غيرنا!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة