تتنافس المقاهي في مواكبة العصر وتقديم كل جديد من خدمات ضيافة راقية ومشروبات عالمية، غير أن مقهى الغضا في عنيزة يعود بك إلى الوراء مسافرا عبر التاريخ.. جلسات خشبية تراثية وأوان قديمة وغرفة تجهيز مصنوعة من الحصير ونادلون يرتدون الزي الشعبي القديم. هذه التركيبة جعلت من المقهى الذي انطلق ضمن فعاليات مهرجان الغضا السنوي ملتقى عشاق الموروث من كبار السن وحتى الشباب. وجاءت فكرة المقهى على يد شاب من أبناء عنيزة هو هزاع الثبيتي أنشأه على طريق منتزهات الغضا الشهيرة مستوحيا الروح التراثية للمقاهي القديمة. وعندما كان محل اهتمام المسؤولين عن الشأن السياحي في المحافظة، تم إدراجة ضمن فعاليات مهرجان الغضا في المنطقة الصحراوية المخصصة لذلك. ويعبر محمد الأنور (أحد زبائن المقهي) عن إعجابه بالفكرة وطريقة تعامل الشباب مع التراث، يقول «هذا المقهى الصحراوي القديم أصبح حديث المجالس والمكان، الأهم في مهرجان ومنتزهات الغضا، وهناك من جاء إلى مقر الغضاء خصيصا للجلوس في المقهى واستنشاق عبق الماضي الجميل». ويتفق معه ماجد المطيري، مؤكدا أن إعادة نمط وشكل المقهى التقليدي القديم مؤشر إيجابي يعطى دلالة أن موروثاتنا الثقافية غير قابلة للنسيان ونظل نحتفي بها من وقت إلى آخر، ولو في المهرجانات السياحية. أما سعد المانع فيرى أن نمط مهرجان غضا عنيزة هو مهرجان ربيعي ويقام في الصحراء ويستمد كل فعالياته من الموروث الشعبي والقديم، فهناك السوق والحرف الشعبية والألعاب والمعارض، وجاء هذا المقهى العربي التقليدي ليضيف لمسة جديدة على المهرجان والفعاليات السياحية والترويحية. ويضيف: «المقهى الصحراوي أشبه ما يكون بالمنتدى، ويمكن القول إنه أعاد إحياء الدور الاجتماعي الذي كان يلعبه المقهى العربي القديم لخدمة المسافرين وأهل الحي والأصدقاء، ولأن كل شيء في المقهي يذكرهم بالماضي، فقد لا تخرج معظم المواضيع المطروحة عن استعادة الزمن الجميل وسرد الذكريات».