«عبد الباري عطوان» يتساءل ببراءة تشبه براءة الذئب وهو ينفض يده التي تقطر دما.. لماذا برقيات المساندة، وبيانات التضامن تتوالى تباعا على المملكة وليس على اليمن في الحرب ضد المعتدين!! ويتساءل في نشوة خفية.. هل تمتد الحرب على الحدود لأشهر أو سنوات تدفع ثمنها الخزينة السعودية؟! ثم يعتب في رقة الثعلب لماذا لا تحاول السعودية.. تهدئة الأوضاع بدلا من إشعال فتيلها ولماذا لا تتقدم خطوات المصالحة بين الفرق المتنازعة! حقنا للدماء وحفاظا على الجوار! عجبا لهذه الأمة العربية في هذا الزمان، فهي تمتلك خاصية خاصة أن أعداءها الأخطر لا يأتون من خارجها بل يخرجون من رحمها الولود ليكونوا في النهاية شراً مستطيرا تنوء بحمله أكتافها! وتلك الأسئلة أعلاه قد تكون في محلها لو هي على لسان أحد آخر غير «عطوان» الذي له وزن في الإعلام العربي المهاجر والذي له وعي لا يشبه وعي المسطولين بل يمتاز بقدرته على الوقوف في «طابور» الصحافيين النافعين والمنتفعين في آن! ومثل هذا الذي يفكر دائما لا يسقط في وعاء ضحل من الأسئلة السطحية لأنه لو كان في بحر عميق من الأسئلة لا ينبغي له أن يغرق!! لكن مثل هذه التساؤلات الساذجة قد تدور في أذهان غيره.. والحروب في هذا العصر ليست عسكرية فقط! بل وإعلامية وإنترنتية نسبة إلى الشبكة العنكبوتية بكل ما أتت به من لغات الكلام في منتدياتها ومواقعها الشهيرة وساحاتها المفتوحة لكل من هب ودب!! ولا يفوتني أن أزيد السيد عطوان.. أن السعودية بدأت تطهير حدودها قبل أن تصلها برقية مؤازرة واحدة! وقبل أن يعلن كائن من كان مساندتها في موقفها الصريح ولم تنتظر رأي أحد أن تفعل أو لا تفعل! ولم يضف إليها شيئا أن يقولوا أو لا يقولوا!! ولم تكن في انتظار الدعم كي تقول هذه حدودي وأنا أولى بالدفاع عنها!! لقد قامت بواجبها المسؤول تجاه حدودها ولم تنتظر لا رأيك ولا رأي آخر يوافق أو لا يوافق! وبالتالي برقيات المساندة وبيانات التضامن تستحق الشكر لكنها لم تكن مطلوبة في الأصل.. على طريقة إن جاءت أهلا وسهلا وإن لم ما انتظرناها!! الدول وليست «الجماعات» وليست «العصابات» تعبر عن مسؤولياتها عند اللزوم بالطرق المشروعة التي تتماشى وتتفق مع الأعراف الدولية والمعاهدات والمواثيق أما العصابات .. والجماعات المسلحة المتمردة فهم يعيشون ويقتاتون على الطرق اللامشروعة في بقائهم على الأرض! ودولة في حجم المملكة لن تنتظر من يبارك لها أو يصفق لها لأنها تحركت لحماية حدودها .. فهي تقوم بالواجب الدفاعي وفرق بين دولة تدافع عن نفسها ودولة تعيد تنظيم وجودها من الداخل، الأولى في معركة مع الغير أما الثانية فهي معركة مع نفسها مما يسمى بالأعراف الدولية شؤون داخلية، ومن الطبيعي أن يكون التأييد متتاليا للأولى كإجراءات دبلوماسية توجبها العلاقات.. وفي النهاية هذا أول الكلام وغدا البقية!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة