كثيرون هم من مروا عبر دهاليز الإعلام .. جلسوا أمام المايكرفون وتحدثوا إلى ملايين المستمعين، وقلة منهم من بقي في ذاكرة الناس متوهجا متقدا ومضيئا. هؤلاء القلة هم من يستحقون أن نقول عنهم أمراء المايكرفون وعندما يصبح الحديث عن أميرة مايكرفون تضيق الخيارات لضعف الحضور النسائي إعلاميا لذلك تحظى بتمييز الندرة وبتمييز الإبداع والعطاء. والسيدة الفاضلة الإعلامية القديرة دلال عزيز ضياء .. أميرة مايكرفون بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وما تحمل من أبعاد .. فلنرحل إلى الوراء سنوات لنستعيد من وهج الذاكرة «الليل والكلمة والنغم»، تلك الإطلالة التي كنا نتوق إليها وننتظرها بفارغ الشوق لما لصوتها من تأثير في أعماق النفس ولما لثقافتها من حضور لا نستغربه إذا تذكرنا أنها من صلب أديب ومبدع سعودي كان له في مجالات الثقافة والإبداع صولات وجولات وهو أستاذنا عزيز ضياء رحمه الله. وعبر رحلتها الطويلة مع الإعلام كانت ولا زالت دلال مشعلا إذاعيا يضج بالعذوبة والتمكن والقدرة على الإقناع وهذه صفات يندر أن تتوافر في شخص واحد. لعل الإنصاف وإن أتى متأخرا له قيمته وهذا ما فعله وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة وأبلغها أنه أصدر توجيهاته بترقيتها إلى المرتبة الثانية عشرة، وهي والله تستحق أكثر من ذلك. وأجزم أن الكثيرين من محبي هذا الصوت يستعدون للاحتفال بها ومعها بهذه الترقية التي لم يصلها قرارها بعد، ولكن ليقينها أن كلمة الوزير كالسيف وهو صادق عندما يعد ولا يوزع الكلام مجانا. «في هدأة الليل» مساحة من الرومانسية العذبة تعانق بها دلال بصوتها المتوهج مساء بعد مساء مستمعيها عبر البرنامج الثاني دون أن تمل عشقهم ودون أن يملوا متابعتها، فهي علاقة عشق متبادلة بين مبدعة وجمهورها الذي يزداد بازدياد السنوات التي أمضتها وتمضيها في دروب الإعلام. نقول لأميرة المايكرفون أنت أحد النماذج المبدعة التي تستحق أن تكرم وبأرفع الأوسمة.