التعايش مع الواقع أمر محمود، إلا أن التعايش مع الخمس المشكلات الكبرى من نتائج صنع الإنسان، أو تحديدا (إنسان وزارة المياه أو إنسان الشركة الوطنية للمياه أو إنسان البلديات). في عروس البحر الأحمر جدة الفاتنة، في وقت تكبر فيه مشكلات الصرف الصحي الموجودة أصلا بشكل ينذر بالفزع ووقوع كارثة على السكان والبيئة، وأولها بحيرة الصرف الصحي المسماة بحيرة المسك، الآخذة في الاتساع، لتصبح بمساحة المنطقة الواقعة بين شارعي فلسطين و حراء. المشكلة الثانية، تفريغ مياه المجاري مباشرة إلى البحر في منطقتي الكورنيش الشمالي والجنوبي، حيث تبلغ مساحة مدينة جدة حوالي 900 كم2. إلا أن مساحة المنطقة المغطاة بشبكة الصرف الصحي لا تتجاوز 73 كم2 تقريبا. أي ما يعادل 8 في المائة فقط من مساحة مدينة جدة، وقبل سنوات تم تنفيذ شبكة كبيرة من الأنابيب في الطرقات الرئيسية، وهو مشروع لتخفيض منسوب مياه المجاري الناتجة من البيارات تحت مباني المدينة موجهة لتصب في البحر مباشرة دون أي معالجة، لتزيد من مشكلة الصرف الصحي. وخلال السنوات القليلة الماضية لم يتم تنفيذ سوى 30 في المائة من شبكة تصريف مياه الأمطار و المياه السطحية، في وقت تضخ فيه الدولة مبالغ كبيرة من الميزانية لصالح مشاريع الصرف الصحي في جدة، مثلا مشروع الخطوط الرئيسية للصرف الصحي للمرحلة الخاصة بجنوبي جدة بتكلفة قدرها مليار ريال، ويمتد المشروع من القاعدة البحرية وحتى نهاية النطاق العمراني جنوبي جدة، وتبلغ حجم المبالغ التي صرفت على العقود التي وقعتها وزارة المياه والكهرباء والمتعلقة بالصرف الصحي في جدة أكثر من ستة مليارات ريال، تشمل الخطوط الرئيسية والفرعية. ومن المتوقع أن تشرع الوزارة في الفترة القادمة عمل التوصيلات المنزلية لنحو 300 ألف منزل. (23 يوليو /2007). كما يجري حاليا تنفيذ مشاريع مياه وصرف صحي بقيمة إجمالية تقدر ب 6.6 مليار ريال، معظمها مشاريع صرف صحي ويشمل ذلك تنفيذ شبكات صرف صحي فرعية وخطوط رئيسية وخطوط أنفاق يصل قطرها إلى نحو 3500 مليمتر، بالإضافة إلى عدد من محطات معالجة مياه الصرف الصحي، كما تعمل الشركة الوطنية حاليا على استبدال 12 ألف توصيلة منزلية قديمة بأخرى جديدة، والبدء في تنفيذ مشروع 7/6 والبالغة قيمته 120 مليونا، ويشمل تنفيذ شبكة مياه في أحياء شرق الخط السريع. إذا أين الخلل؟. سلطان سعيد الشلية الرئيس التنفيذي لشركة سجنيتشر بزنس