هوى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس إلى أسفل، كاسرا بذلك قاع الموجة الصاعدة والممتدة من عند مستوى 6225 نقطة إلى 6382 نقطة، ومسجلا قاعا جديدا عند مستوى 6210 نقاط، وبتذبذب يومي قارب على 140 نقطة، كمقارنة بين أعلى نقطة وأقل نقطة يسجلها على المدى اليومي، ليقترب بذلك من منطقة الدعم ما قبل الأخيرة والمحددة عند مستوى 6187 نقطة، منهيا تعاملاته اليومية على تراجع بمقدار 95 نقطة، أو ما يعادل 1.5 في المائة ليقف عند مستوى 6256 نقطة، وهو إغلاق يميل إلى السلبية إذا ما نظرنا إلى خط الدعم الذي تم كسره والمحدد عند مستوى 6282 نقطة، حيث يترتب على السوق اليوم الافتتاح على صعود وعدم كسر نقطة الإغلاق، ويعتبر تجاوز خط 6282 نقطة بداية الإيجابية إلى خط 6333 نقطة، في حين يعني كسر خط 6225 نقطة مزيدا من الإيجابية، ومن السلبية في تعاملات أمس ارتفاع حجم السيولة اليومية التي تجاوز 6.2 مليار ريال، وارتفاع كمية الأسهم المنفذة إلى أكثر من 267 مليون سهم مقارنة بالجلسة السابقة، وارتفعت أسعار أسهم 12 شركة وتراجعت أسعار أسهم 117 شركة، ما يعني أن السوق مالت إلى المضاربة والبيع السريع في أغلب فترات الجلسة، ما جعل جميع القطاعات تشهد تراجعا وبدون استثناء. إجمالا عادت السوق إلى الهبوط مع تراجع إحجام السيولة اليومية في الجزء الأول من الجلسة، فيما كان تدفقها أكثر في الجزء الثاني من الجلسة، وكان هذا التراجع طبيعي ومتوقع والهدف منه البحث عن منطقة أقوى صلابة، كما أشرنا في تحليل أمس على أن السوق ستبدأ في المسارعة في جس نبض الأسواق العالمية قبل افتتاحها اليوم، وأن الشركات الثقيلة هي المستهدفة في عملية جني الأرباح الحالية، ويمكن فرزها من خلال كميات الأسهم المنفذة، فلو نظرنا إلى سهمي إعمار وكيان كمثال وهما من الأسهم المعنية، نجدها تتصدر قائمة الشركات من حيث الكمية والسيولة، أي بمعنى أن السهم الذي شهد ارتفاع تجاوز 40 في المائة خلال الفترة الماضية، ويشهد كمية أسهم منفذة عالية حاليا، فإنه يميل إلى التصريف، والعكس يعتبر السهم الذي يشهد كمية أسهم متداولة ولم يحقق ارتفاعات سابقة فهو يميل إلى التجميع، كما أوضحنا بأن السوق في حالة ترقب وانتظار، فمن الأفضل عدم المضاربة في المسار الهابط، وبالذات المساهم غير المحترف، فقد ارتفعت الشركات الثقيلة ثم الصغيرة مع ثبات أسهم الشركات القيادية، فالسوق مؤهلة لتغيير استراتيجيتها في الأيام المقبلة، خاصة إذا ما عادت السيولة الاستثمارية للدخول من جديد، ومن المتوقع أن تحقق السوق ارتدادات متتالية، خاصة أن السوق المحلية سوف تكون أكثر حرصا على مراقبة الأسواق العالمية وقبل افتتاحها والذي يتزامن مع نصف الجلسة بالنسبة للسوق المحلية، وتعتبر الفترة الحالية من ضمن الفترات التي يكتنف الغموض فيها جنبات السوق، نظرا لغياب المحفزات الداخلية، وتأثير الأخبار الخارجية يكون أكثر، مع ملاحظة أن السوق تحاول التخلص من هذه التأثيرات، وتعتبر إعلانات الربع الرابع أقرب المحفزات الداخلية، فيما تأتي أحوال الأسواق العالمية من أكثر المؤثرات الخارجية. ستبدأ إجازة عيد الأضحى المبارك للسوق المالية السعودية (تداول) بنهاية تداول يوم الأربعاء 08/12/1430ه (حسب تقويم أم القرى) الموافق (25/11/2009م)، على أن يستأنف التداول بعد الإجازة يوم السبت18/12/1430ه (حسب تقويم أم القرى) الموافق (05/12/2009م).