عندما يمس تراب الوطن تصبح التضحية مقدسة والدفاع واجبا وحمرة دم الفداء اخضرارا يمنح الحياة بهجتها والأرض زينتها ويصبح الموت هو الحياة والفناء هو البقاء وسفك دم الباغين قربى إلى الله ( من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ). كثيرة هي الأحداث التي ينسجها الغباء بخيوطه الواهية وطبائع عدوانيته الأثيمة متناسيا بذلك أنه يمنح الحق فلسفة القول وبراهين المنطق التي تدفع الباطل وتجعله جفاء يغذي جذور بقاء الحقيقة تأصيلا وعمقا يمكث في الأرض كلما تكاثرت من حوله التصدعات وأزبد من حوله الرغاء الأجوف والجعجعة المفرغة أو على الأصح الجعجعة المعبأة بفراغ جنون الأحلام وزيف التطلعات الشريرة المحقونة بالأذى وسرابات الأوهام المختالة بغرور الطغيان. عندما تصبح الأرض في عيون أبنائها حمى مصونا والوطن في منظور مواطنيه عرضا غاليا تشرق في سماء نهارهما شمس ويتوهج في أفق ليلهما قمر وتصبح الحقيقة والحق ولا شيء غيرهما ينثران بهجتهما على جيد الوفاء المعطر بأريج الانتماء والالتصاق بحنايا رائحة التراب عندئذ يندحر الظلام بكل مآسيه وتتبرأ خفافيش الظلام من رؤوسها التي أدمنت اختباءها الجبان في الزوايا المعتمة وهربت خستها ودناءتها على تبعثر ريش أجنحتها المنكسرة لتبحث عن مأوى يؤمن لها فرصة التبرؤ من دنسها ورجسها الذي لوثت به طهارة الأرض وشرف أوطان الآخرين ظانة وكل ظنها إثم بأن في مقدورها ممارسة حرية استباحة حقوق هذه الأوطان وعذرية حمى الأرض التي تسيج حدودها جدران شاهقة الارتفاع من دماء أبنائها وتعقل قياداتها الضاربة جذورها في تربة الحكمة وأعماق الاتزان التي لا تهز جذوعها رياح طيش الحماقات ولا عواصف تهيؤات المغرورين الذين دفعوا من دماء أبناء شعوبهم ومقدراتها أثمانا باهظة التكاليف دون أن يرف لهم جفن أو تطرف لهم عين أو يضعوا في حسبانهم أن لتلك الدماء والمقدرات صرخة ستفرغ في مسامعهم كل صراخ وأنين شعوبهم المغلوبة على أمرها وستذيقهم كل ويلات وعذابات المعتقلات والسجون البائسة والمشانق المنصوبة التي تنتظر انفجار النقمة وقرب وعد الله ... إن وعد الله لآت، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ). للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة