انعكس خبر «إنابة» خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز للأميرة نورة بنت محمد لافتتاح ملتقى الجمعيات النسائية «تحت شعار من الخيرية إلى التمكين» على الروح المعنوية التي سادت بين 500 سيدة وقيادية التقين في الملتقى الأول للجمعيات النسائية الخيرية في المملكة. وأحدثت «الإنابة» حالة من الدهشة والشعور المفعم بالامتنان والفخر، فالملتقى الذي نظمته جمعية الملك عبد العزيز النسائية بالقصيم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية في الفترة من 19 إلى 21 من الشهر الجاري، واختتم أعماله يوم الثلاثاء الماضي كان بحضور وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين. 3 مشاريع وطنية وتبنى الملتقى بعد استعراض التجارب وانتهاء ورش العمل عددا من التوصيات أبرزها ثلاثة مشاريع وطنية عن طريق «إطلاق وزارة الشؤون الاجتماعية ميثاق المشروع الوطني لتمكين الفتاة السعودية من الفئة العمرية (12 25)، وتبني مشروع وطني استراتيجي بالتعاون والتنسيق بين الجامعات ووزارة الشؤون الاجتماعية للعمل كوسيط في مجال التمويل متناهي الصغر. وحثت التوصيات وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم على فتح مسارات العمل الخيري التطوعي وخدمة المجتمع في جميع المراحل التعليمية، وتقديم الفرص الاستثمارية والتعريف بالتسهيلات لطلاب الثانوية والجامعة للتخرج على ضوء فهم الفرص المتاحة والقنوات المستهدف الاستثمار فيها في سوق العمل، و«إنشاء قاعدة بيانات اجتماعية وطنية للجمعيات الخيرية وتوثيق التجارب التنموية» وتغيير مسمى الجمعيات الخيرية إلى «الجمعيات التنموية». بدورها ثمنت الأميرة نورة لخادم الحرمين الشريفين تكليفه لها بافتتاح الملتقى الأول للجمعيات النسائية الخيرية وأعلنت تدشين الملتقى مؤكدة في كلمتها أن «السعوديات يتوفرن على قيم راسخة وقدرات وإمكانيات هائلة للنهوض بالمجتمع، وتلمس المشكلات البيئية والصحية والاجتماعية وغيرها بسرعة أكبر وكفاءة أعلى ما أوجد لديهن فرصا أكبر لصياغة مستقبل الأجيال. وقالت الأميرة نورة: «الملتقى يرسخ مبدأ تبادل الخبرات بين الجمعيات الخيرية في المملكة مما يشق الطريق نحو مشروعات وبرامج تنموية استراتيجية للانتقال بالفئات المستفيدة بحيث تتحول الخطوات من الخيرية إلى تنفيذ البرامج والمشاريع والاستفادة من التجارب التراكمية والخبرات والمشروعات المتميزة». التاءات الخمس ورحب وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين بالمبادرات والأفكار الخلاقة وتبني دعمها وتمويلها وحث قيادات القطاع الخيري من السيدات على مزيد من العمل بتأكيده أن: «المجتمع بحاجة للعمل في هذا المجال أكثر من أي وقت مضى، وما استجد على مجتمعنا من مشكلات وقضايا تتعلق بشؤون الأسرة واحتياجات المرأة، ومتطلبات الطفل، خصوصا الشرائح المحتاجة للرعاية والمساندة والمساعدة». وقال العثيمين: «للأسف أننا ضيقنا واسعا في نظرتنا للعمل الاجتماعي الخيري، وقصرناه وحصرناه في مجال الأعطيات المباشرة». وزاد وزير الشؤون الاجتماعية: «لم يعد كافيا الركون إلى أسلوب المساعدات المباشرة كأسلوب وحيد في ممارسة العمل الاجتماعي الخيري، وبدلا من تلقي النساء للزكاة والصدقة يتحولن بدعم وتبني من القطاع التنموي إلى دافعات لها عبر برامج التاءات الخمس». وتقع برامج التاءات الخمس في التأهيل والتدريب والتعليم والتشغيل والتوجيه بإطلاق البرامج الأسرية، ترشيد ميزانية الأسرة وتطوير الذات، تنمية القدرات، تنمية مقدرات الأسر المنتجة، المشروعات الفردية، القروض الصغيرة، العمل عن بعد. وتتضمن البرامج، تأهيل الفتيات المحتاجات من المطلقات والمهجورات والأرامل والفقيرات وفاقدات العائل وإرشادهن، وجعل الالتحاق بهذه الدورات شرطا من شروط تقديم المساعدة للنساء والفتيات لتحفيزهن على الالتحاق في برامج التأهيل. التمكين الاقتصادي .. أولوية تقول رئيسة جمعية الملك عبد العزيز الجوهرة بنت محمد الوابلي ل «عكاظ» إن التمكين الاقتصادي للمرأة للعبور من واقع الهبات والعطايا إلى عالم الشراكة التنموية يأتي من قاعدة التمكين الاقتصادي والعبور بالمواطنة المحتاجة من مرحلة قبول الهبات والصدقات إلى تملك مشروع اقتصادي تعمل عليه من المنزل لتكون فردا منتجا بعد تدريبها وتنمية مهاراتها وإقراضها وفتح منافذ تسويق لها في المناسبات والمهرجانات. وتضيف الوابلي: ما اكتسبناه من خبرات يؤكد على أن مراحل النهوض ببقية المشكلات التي تواجه المرأة والمتعلقة بالعنف الأسري والتعليم والصحة وغيرها تلي التمكين الاقتصادي وتتحسن بالضرورة مسارات الحياة الأخرى مع انتفاء الفقر والحاجة، وبوجود مصدر ثابت للدخل تحصل المرأة على استقرار وأمن اجتماعي يؤهلها للانطلاق في ترتيب أولوياتها والتعرف على مشكلاتها والمبادرة في تخطيها. وعن المستقبل وقراءتها للتجربة التنموية وشراكة الشباب فيها تفيد الوابلي بأن منطلقات التنمية في كل مدينة يجب أن تكون بحسب تضاريسها واحتياجاتها ونوعية القصور والإشكالات، والمراصد الحضرية في المدن حاليا تجري مسوحا مهمة للغاية، وما نتمناه في المنظمات التي تعني بالارتقاء بالمواطن والمواطنة أن تسعى إلى التخصص حسب حاجات المنطقة.