أوصى الملتقى الأول للجمعيات النسائية الخيرية في ختام أعماله في مدينة بريدة أمس، بإطلاق وزارة الشؤون الاجتماعية ميثاق المشروع الوطني، لتمكين الفتاة السعودية من الفئة العمرية 12-25 عاماً، معرفياً واجتماعياً واقتصادياً وصحياً، وإنشاء قاعدة بيانات اجتماعية وطنية، تتضمن كل المعلومات المتعلقة بالتنمية الاجتماعية، وتوثيق التجارب التنموية وفق معايير واضحة ومحددة. ودعا إلى إقامة هذا الملتقى مرة كل سنتين، ليكون ملتقى للحوار وعرض التجارب بين الجمعيات الخيرية النسائية في السعودية. وحث وزارة الشؤون الاجتماعية على تعديل مسمى «الجمعيات الخيرية» إلى «الجمعيات التنموية»، لتتوافق مع الرؤية المستقبلية في تفعيل التنمية المستدامة للإنسان والمكان. وأكد أهمية دعم وزارة الشؤون الاجتماعية للجمعيات النسائية، التي تحتاج للخبرات والاستشارات من داخل المملكة وخارجها بالخبرات الداعمة الضرورية، لتخطيط وتأسيس وتنفيذ برامج تنموية، وتدريب كوادر الجمعيات عليها، ومتابعة جودة تنفيذها قبل تسليمها كاملة لإدارة تلك الجمعيات، وذلك بحسب طبيعة المشاريع، ووفق دراسات دقيقة لتحديد حاجات تلك الجمعيات والفئات التي تستهدفها. وشدد على أهمية تبني مشروع وطني استراتيجي، بالتعاون مع الجامعات ووزارة الشؤون الاجتماعية، للعمل كوسيط في مجال التمويل متناهي الصغر. ودعا المشاركين في الملتقى إلى حث وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم على فتح مسارات العمل الخيري التطوعي وخدمة المجتمع في جميع المراحل التعليمية، ضمن شراكة استراتيجية وآلية عمل محددة وواضحة تشارك فيها الجمعيات النسائية. وطالب بتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ التوصيات من مجموعة من الجمعيات التي ستعمل وفق «ميثاق»، يوضح رؤيتها ومهامها وخطة عملها، وآلية المتابعة التي ستنتهجها، وتوثيق إجراءات المتابعة لديها. وكانت فعاليات الملتقى الذي نظمته جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية (عون) تحت شعار «من الخيرية إلى التمكين» تضمنت في يومها الأخير جلسة، تحدثت فيها نورة الشعبان التي تحمل شهادة مدربة معتمدة من جامعة كامبردج إنتركونتننتال عن «برامج بناء القدرات البشرية للجمعيات الخيرية»، شددت فيها على أهمية تدريب وتأهيل المرأة، وزيادة دورها في التنمية البشرية، مشيرة إلى أن ضعف أداء معظم الجهات الخيرية في دعم قضايا التنمية في السعودية ناتج من افتقادها الى مقومات عدة ناتجة من غياب مفهوم بناء القدرات عن بيئة عمل تلك المنظمات داخل المملكة. وأضافت أن تلك الجمعيات تعاني من مشكلات من أهمها، غياب التدريب المتخصص للعاملين، وقصور عمليات تعبئة الموارد على المجهودات الشخصية لرؤساء وأعضاء مجالس إدارات الجمعيات الخيرية، وافتقاد عدد من تلك الجمعيات إلى رؤى واضحة وخطط استراتيجية قابلة للتنفيذ، مؤكدة أن هذه الأمور انعكست على محدودية الدور وعدم استمراريته. وأوضحت الاستشارية في تطوير الجمعيات وسن حجازي في ورقة عمل بعنوان «توظيف مفهوم الحوكمة في الجمعيات الخيرية النسائية»، أن الحوكمة بحسب تعريف البنك الدولي هي الوسيلة التي تتم بها ممارسة السلطة في إدارة الموارد الاقتصادية والاجتماعية اللازمة.