تحول معظم عيادات الجلدية إلى عيادة تجميلية يعكس طغيان روح التجارة والربحية على مهنة الطب بشكل عام! وعندما تدخل إلى كثير من عيادات الجلدية اليوم تجد أن علاج الأمراض الجلدية قد تراجع إلى مرتبة متأخرة في أولويات عمل العيادات بعد أن تصدرته العلاجات والجراحات التجميلية وخاصة عمليات حقن التجميل ونحت وشفط الدهون التي تجرى في هذه العيادات بسهولة وسرعة صرف أقراص البندول!! والسؤال الذي يطرح نفسه: تحت أي مظلة رقابية ستنضوي هذه العيادات؟! هل مظلة وزارة الصحة أم وزارة التجارة؟! أم مظلة مشتركة بين الوزارتين؟! لأنني أظن أن الاتجاه في بوصلة هذه العيادات قد ضاع بين أهدافها الربحية ومسؤولياتها الطبية، فلم نعد نفرق عندها بين الواجبات والمسؤوليات والأهداف، والأهم أننا لم نعد نعرف المرجعية التنظيمية والرقابية التي تضبط طوفان الطب التجميلي الذي يجتاحنا! وكنت سأعول على وعي الناس في التمييز بين الصالح والطالح في حلبة الطب التجميلي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، لكنني أدرك أن كثيرا من هؤلاء الناس هم بالأساس سبب المشكلة ولا يملكون أصلا مثل هذا الوعي، فهم مصدر ازدهار نشاط الطب التجميلي وسبب انتشار عياداته حتى كادت أعدادها في شوارعنا تتفوق على مطاعم الشاورما والبخاري!! وعندما يطل الهدف الربحي برأسه في أعمال التجارة فإن المستهلك يتحول إلى «مستهدف» وتصبح الأنظمة وفاعلية تطبيقها ومراقبة المعايير الأخلاقية للمهنة الضمانة الوحيدة لكي لا تستكمل عملية تحويله في النهاية إلى ضحية!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة