اعتبر مراقبون لبنانيون أن تسييس الحج له مآرب خبيثة، لذا من الضروري بمكان أن نواجه بالرفض هذه الدعوات التي تطالب بإثارة النعرات الطائفية في المشاعر المقدسة. من جهته قال مدير دار بيروت للإعلام والثقافة محمد عز الدين ل «عكاظ»: إن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو فريضة يقصدها المسلمون كل عام من جميع أنحاء العالم ليؤدوا مناسك لهم ويطلبوا الرحمة والمغفرة. لذلك يجب أن يتنزه هذا العمل عن كل ما من شأنه أن يرتبط بأهواء الدنيا ومشاغلها. ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الحج في صفاء روحي وديني تصديقا لقول الله عز وجل «فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، صدق الله العظيم، وأن يعود الحاج كيوم ولدته أمه صافيا من الذنوب والمعاصي. وأضاف عز الدين ل «عكاظ»: «إن دعوة المملكة لعدم تسييس موسم الحج هي دعوة ضرورية نابعة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لأن ما تبذله المملكة من سهر على الحجاج القاصدين ورعايتهم ينم عن المقاصد السامية التي تحلت بها المملكة، كما عرفناها في السابق ونعرفها في كل عام. فالحج هو مكان العبادة والتقرب إلى الله وليس لتنفيذ بعض المآرب والأهداف السياسية التي تخدم هذا الطرف أو ذاك، لذلك يجب أن يكون هذا الموسم موسم طهارة وصدق مع الله الواحد الحد». من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حسن شلحة في تصريح ل «عكاظ» أن الحج مؤتمر إسلامي عام يقصده المسلمون من أصقاع الدنيا كافة، وفقا لفريضة إلهية وركن من أركان الإسلام، فالحج هدف أساسي لكل مسلم في العالم، لمن استطاع إليه سبيلا. وهذه الأيام التي يقضيها الحاج في ضيافة الرحمن وبين إخوانه المسلمين الذين جاؤوا لإحياء شعيرة الإسلام ليس إلا بعيدا عن أية أهداف دنيوية من سياسية ومادية وغير ذلك. فموسم الحج يعتبر محطة هامة ورئيسية في حياة المسلم حيث يحرص المسلم في ذهابه إلى أداء هذه الفريضة من أجل تطهير النفس وتزكيتها عن «الرفث والفسوق والعصيان». ولذلك من الأهمية أن يبقى هذا الموسم بعيدا عن أي تسييس وبعيدا عن الصراعات، مترفعا عن جميع المظاهر الدنيوية، كذلك من الأهمية أن يسبق أو يلي موسم الحج حالة حوارية بين المسلمين للنظر في كيفية تمتين الروابط فيما بينهم وبين دولهم لمجابهة الأوضاع السلبية المحيطة بهم. فالحوار الإسلامي الإسلامي هو السبيل لدرء أخطار التحديات الخارجية ولدرء مخاطر الفتنة فيما بينهم.. وأثنى شلحة على البقاء على هذه السياسة الحكيمة التي تتبعها المملكة أثناء موسم الحج وهو حرصها على إبعاده عن أية قضايا سياسية، فالنجاح الذي تحقق خلال المواسم السابقة عبر السياسة الحكيمة نأمل أن يستمر في الموسم الحالي والمواسم اللاحقة.