رأى قاضي الشرع الشيخ حسن الحاج شحادة أن موسم الحج هو بهجة وسرور لكل من يريد قصد البيت الحرام وتأدية هذه الفريضة الإلهية، وهو خاتمة العبادات التي يتقرب بها الحاج إلى الله عز وجل. وقال في حديث ل «عكاظ»: إن أي عمل أو تصرف حتى لو كان من قبيل المزاح يفسد على الحاج حجه، وبالتالي يتضاعف إثمه، إذ يكون بذلك أبطل حجه وتراكم عليه الإثم، فالسياسة والعبادة لا تلتقيان في بيوت الله. وأضاف شحادة: إن زيارة البيت الحرام هي زيارة مقدسة وفريضة ثابتة لا يمكن أن تستغل ولا يجوز أن تستغل إلا في سبيل القيام بإحياء المشاعر التي فرضت من أجلها، ولهذا لا يجوز أن ترفع فيها أصوات لغير الله عز وجل مهما كانت أسباب تلك الأصوات على غاية من الأهمية، فإن هذه المشاعر في أماكن مقدسة محرم فيها الخطأ المقصود والتجاوز بحق البلد المضيف وبحق الحرمين الشريفين، وبحق زملائهم من الحجاج. إنها من الشعائر الإيمانية البحتة فلا سياسة ولا رفث ولا فسوق في الحج، لهذا فإن دعوة المملكة بعدم تسييس موسم الحج هو قرار بدْهي طبيعي يتوافق مع روحية هذه المناسبة؛ لأن الحج هو لله عز وجل، وأداء مشاعره وفرائضه يجب أن يكون منزها عن أغراض الدنيا. وأضاف «هناك عام طويل مليء بالسياسة. أما الحج فهو مكان مقدس لا يجوز أن يعبث به أي إنسان في سبيل أهوائه أو رغباته». من جهته، قال أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور أحمد سيف الدين ل «عكاظ»: إن دعوة المملكة لعدم تسييس موسم الحج تعتبر خطوة إيجابية نحو وحدة المسلمين في هذا العالم، وإن هذه الوحدة تشكل قوة عظيمة للعرب والمسلمين في مواجهة أعدائهم؛ لأنها فريضة ربانية يعيش من خلالها المسلم أجواء روحانية وارتباطا بالله عز وجل لضبط سلوكه في الحياة، أما إذا كان هناك بعض المجموعات في الحج يقوم بأعمال استفزازية وتجمعات تحريضية، فذلك يشكل خطرا كبيرا على وحدة المسلمين وعلى ارتباطهم الوثيق ببعضهم البعض. بدوره، أوضح نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي ل «عكاظ»، أن الحج ملك جميع المسلمين وأن المسؤولية في تنظيم هذا الموسم تقع على الدولة التي ترعى هذا الأمر، والمملكة هي المعنية بهذا الشأن وهي التي تخصص من جهودها في سبيل تنظيم وتسيير عملية الحج بصورة طبيعية، وهذا يعني أنه لا يجوز تسييس الحج ولا يجوز أن يكون هنالك جدل سياسي في مسيرة الحج؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، وتقوى القلوب تتناقض أساسا مع السياسة؛ لأن السياسة تهدف إلى غايات خارج إطار الجماعة التي تجمع الناس في الحج، وأن دعوة المملكة لعدم تسييس موسم الحج تنطلق من شعائر الحج الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ لأن الأماكن المقدسة هي البيت الآمن المنزه عن كل شوائب الدنيا.